السفير المغربي لدى بكين: الموقع الجغرافي للمغرب يجعله ركيز أساسية في مبادرة الحزام والطريق مع الصين
قال السفير المغربي في الصين، عبد القادر الأنصاري، إن العلاقات بين المغرب والصين تتميز بإيجابية ممتدة وتعاون وثيق في إطار مبادرة الحزام والطريق، مشيرا إلى أن موقع المملكة الجغرافي كبوابة لإفريقيا وقربها من الأسواق الأوروبية يجعلها ركيزة أساسية في تنفيذ هذه المبادرة في المنطقة.
وأشار السفير المغربي في تصريحات لـ"China Daily" إلى أن زيارته لمقاطعات عدة بالصين منذ بدء مهامه في فبراير، مثل شاندونغ ومنطقة منغوليا الداخلية، كشفت عن ديناميكية كبيرة ونمو مستمر في البنية التحتية والمشروعات، مما يعكس زخما وطنيا مميزا. في إشارة إلى إمكانيات التعاون مع المغرب بفضل هذا الزخم.
وأضاف الأنصاري أن المغرب، بفضل بيئته الملائمة للأعمال، أصبح رائدا في صادرات السيارات، التي بلغت قيمتها 160 مليار درهم في عام 2023، مشيرا إلى التعاون المغربي الصيني المتزايد في قطاع السيارات الكهربائية، حيث تمتلك المملكة الموارد البشرية والمواد الخام اللازمة لصناعة المركبات الكهربائية وبطارياتها، إلى جانب تكنولوجيا متقدمة وسوق واسع.
وفي إطار تعزيز هذا التعاون، وقعت شركة "غوشن هاي تيك" الصينية اتفاقا بقيمة 1.3 مليار دولار مع الحكومة المغربية في يونيو لبناء مصنع كبير للبطاريات الكهربائية في مدينة القنيطرة، كما تم توقيع مذكرة تفاهم في 13 نونبر لتعزيز المشروع بالشراكة مع صندوق الاستثمار المغربي.
وتحدث السفير عن مدينة محمد السادس طنجة تيك، التي تم إطلاقها في عام 2017، وتستهدف استضافة نحو 200 شركة صينية في منطقة صناعية تمتد على 1000 هكتار، حيث قال"نأمل أن تستقطب هذه المدينة مشاريع متطورة ذات قيمة تكنولوجية عالية، خاصة في قطاعات السيارات والإلكترونيات والروبوتات".
وشدد السفير على أن المغرب ينسق استراتيجيته التنموية مع مبادرة الحزام والطريق عبر 14 قطاعا تشمل البنية التحتية والطاقة والصحة والتعليم والسياحة، مشيرا إلى أن المبادرة هي بمثابة "برنامج شامل للتعاون بين المغرب والصين".
وفيما يتعلق بالسياحة، أشار الأنصاري إلى أن إلغاء التأشيرات للصينيين في 2016 أسهم في رفع عدد الزوار من 15 ألفا سنويا إلى 200 ألف خلال ثلاث سنوات فقط، معربا عن ثقته في أن يصل العدد إلى 500 ألف زائر خلال السنوات المقبلة.
وأكد الأنصاري على أهمية مشاركة المغرب في المنتديات الكبرى مثل منتدى التعاون الصيني الأفريقي ومنتدى التعاون الصيني العربي، والتي تمثل منصات لتعزيز الصداقة والتضامن وبناء رؤى مشتركة للمستقبل بين المغرب والصين وشركائهما.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الصيني شي جينبينغ، أكد في الأيام القليلة الماضية على عزم الصين تعزيز علاقاتها وشراكاتها مع المغرب في مختلف المجالات، وذلك خلال الزيارة القصيرة التي قام بها إلى المغرب والتقى فيها ولي العهد المولاي الحسن بالدار البيضاء.
