اختفى بعد حديثه عن اقتطاع أجزاء من المغرب وضمها للجزائر.. وزير الخارجية الفرنسي: اعتقال صنصال غير مقبول ولا مبرر له
أدانت فرنسا، عبر وزارة خارجيتها، اعتقال السلطات الجزائرية للكاتب الفرنسي من أصل جزائري، بوعلام صنصال، إثر التصريحات التي تحدث فيها عن اجتزاء مساحات من الأراضي المغربية وضمها إلى غرب الجزائر، معتبرة أن ما يحدث له "غير مبرر".
وأورد وزير الخارجية الفرنسي، جون نويل بارو، اليوم الأربعاء، أن اعتقال الجزائر لصنصال الذي يحمل الجنسية الفرنسية "غير مبرر وغير مقبول"، وذلك في تصريحات لقناة France Info TV والتي نقلتها أيضا وكالة الأنباء الفرنسية الرسمية AFP.
وقال بارو "لا شيء في أنشطة بوعلام صنصال يعطي صدقية للاتهامات التي أدت إلى سجنه" في الجزائر، وذلك إثر توقيفه في مطار الجزائر العاصمة في وقت سابق من نونبر الجاري، وأضاف أن "اعتقال كاتب فرنسي بشكل غير مبرر، وهو أمر غير مقبول".
يأتي ذلك بعدما عبر المتحدث باسم قصر الإليزي، في وقت سابق، عن "قلق" الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على مصير صنصال، البالغ من العمر 75 عاما، والحاصل على الجائزة الكبرى للرواية سنة 2015، وذلك بعد اختفائه فور الوصول إلى الجزائر بتاريخ 16 نونبر 2024.
وصدر موقف وزير الخارجية الفرنسي إثر إعلان محاميه، فرانسوا زيميراي، في بيان صدر يوم أمس الثلاثاء، إحالة صنصال في حالة اعتقال على النيابة العامة المختصة في قضايا الإرهاب، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
اعتقال صنصال يتعلق بتصريحات يربط فيها بين الأزمات المتوالية الحاصلة بين المغرب والجزائر، وبين قيام الاستعمار الفرنسي باقتطاع أجزاء من أراضي شرق المملكة وضمها إلى الأراضي الجزائرية قبل تأسيس الدولة هناك إثر الاستقلال سنة 1962.
وأوضح صنصال أن مناطق مثل تلمسان ووهران وبسكرة كانت في الأصل جزءًا من المغرب، قبل أن تضمها فرنسا إلى الجزائر خلال حقبتها الاستعمارية، مشيرا إلى أن الغرب الجزائري كان تاريخيا تابعا للإمبراطورية المغربية.
وحسب صنصال، فإن الجزائر طلبت دعم المغرب في نضالها من أجل الاستقلال عام 1954، مقابل وعد بإعادة الأراضي المقتطعة، مبرزا أن الجزائر نكثت بوعدها بعد الاستقلال، ما أدى إلى اندلاع حرب الرمال بين البلدين عام 1963.
لائحة الاتهامات التي جرى تحضيرها من طرف السلطات الجزائرية ضد صنصال، ترتبط أيضا بوصفه المغرب بأنه دولة عظمى وإمبراطورية ممتدة على مدى أكثر من 12 قرنا، مقارنة بدولة الجزائر التي اعتبرها بلا هوية أو تاريخ واضح.
وكانت وكالة الأنباء الجزائرية الرمسية، قد أكدت اعتقال صنصال في مقال نشرته بتاريخ 22 نونبر 2024، وأورد فيه أنه متهم بـ"التشكيك في استقلال وتاريخ وسيادة وحدود الجزائر، وإنكار وجود الأمة الجزائرية".