في أعالي الجبال عوض الصحراء.. مناورات برية مشتركة بين الجيشين المغربي والفرنسي تحاكي تكتيكات قتالية جديدة

 في أعالي الجبال عوض الصحراء.. مناورات برية مشتركة بين الجيشين المغربي والفرنسي تحاكي تكتيكات قتالية جديدة
الصحيفة من الرباط
الجمعة 29 نونبر 2024 - 18:00

أجرى الجيشان المغربي الفرنسي مناورات برية مشتركة في المناطق الجبلية، احتضنتها منطقة الأطلس الكبير، والتي جرت فيها محاكاة تكتيكات قتالية جديدة ومُعقدة في المناطق الوعرة، وهي واحدة من المرات القليلة التي تنفذ فيها القوات المسلحة الملكية تدريبات ميدانية خارج المناخ الصحراوي، تزامنا مع تأكيد الرباط وجود معطيات عن رغبة الجزائر إشعال فتيل الحرب بين البلدين.

وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية عن هذه المناورات، التي قالت إنها استمرت طيلة الفترة ما بين 20 أكتوبر و14 نونبر 2024، أي أنها انطلقت قبل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب للقاء الملك محمد السادس، التي رافقه فيها وزير الجيوش وقدماء المحاربين، سباستيان لوكورنو، والتي استمرت 3 أيام ما بين 28 و30 أكتوبر الماضي، واستمرت إلى ما بعد هذا التاريخ.

وأوردت الوزارة أن الأمر يتعلق بالنسخة الثانية من التمرين المشترك الفرنسي المغربي في جبال الأطلس الكبير، والتي شاركت فيها الكتيبة الفرنسية الـ13 للقناصين الجبليين BCA، إلى جانب الكتيبة الأولى للقناصين الجبليين التابعة للقوات المسلحة الملكية المغربية، "ما عزز العلاقات بين الكتيبتين بشكل كبير".

وصُممت هذه التدريبات، وفق المُعلن عنه، لتعميق المهارات والتكتيكات القتالية في المناطق الجبلية، وشملت مناورات موسعة تهم القيادة التكتيكية بمشاركة 3 فرق قتالية، وفريق خبراء متخصص في الجبال، وأتاحت هذه النسخة تدريب المتسلقين المغاربة على مهام قادة الفرق، وهي مهام تتطلب مهارات قيادية وتقنية عالية لضمان السلامة في التضاريس الخطرة.

وتحدث قائد الكتيبة الفرنسية، جون موريس، المسؤول عن إدارة التمرين من الجانب الفرنسي، عن تأثير الظروف الجوية الصعبة، التي شملت الثلوج والبرد القارس والرياح العاتية على ارتفاعات تتجاوز 4000 متر.

واعتبر المسؤول العسكري الفرنسي أن هذه الظروف شكلت إطارا مثاليا لتعليم تقنيات تسلق متقدمة، مثل استخدام المشابك الحديدية والنزول بالحبال وتجاوز الجدران العمودية، مبرزا أن آثار زلزال عام 2023 أضافت بُعدًا جديدا وغير متوقع للتضاريس.

وحسب وزارة الدفاع الفرنسية، فقد عزز هذا التمرين أواصر الصداقة والتعاون بين القوات الجبلية الفرنسية والمغربية، حيث أكدت الشهادات المشتركة المعترف بها في التدريب على المهارات المتبادلة، مبرزة أنه "مع نجاح هذا البرنامج، تخطط الكتيبة الفرنسية الـ13 لاستضافة وحدة مغربية في جبال الألب خلال ربيع العام المقبل".

وتأتي هذه المناورات في ظل التقارب المغربي الفرنسي على العديد من المستويات، تبعا لإعلان الرئيس إيمانويل ماكرون، في رسالة للملك محمد السادس بتاريخ 30 يوليوز 2024، دعم فرنسا لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء كأساس "وحيد" لحل النزاع، واعتبار أن "حاضر ومستقبل" المنطقة يندرجان "تحت السيادة المغربية".

وتزامنت هذه التدريبات مع تصريحات وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم 8 نونبر الماضي، أمام لجنة أمام لجنة الخارجية والدفاع الوطني بمجلس النواب، عن وجود مؤشرات على رغبة الجزائر في جل المنطقة إلى الحرب، مبرزا أنها تعمل حاليا على "التصعيد" في ظل المكتسبات الدبلوماسية المغربية بخصوص قضية الصحراء.

 الجزائر.. وأزمة هُوية سَحيقة

انحدر النظام الجزائري إلى حفرة عميقة من التاريخ للبحث عن هوية مفقودة، يبني بها شرعيته كنظام قتل 250 ألف جزائري في العشرية السوداء (2002-1991). وهو ذات النظام الذي يبحث، أيضا، ...

استطلاع رأي

من تُرشح ليكون أفضل لاعب مغاربي لسنة 2024؟

Loading...