إسبانيا تشن "أنجح" حملاتها ضد مُهربي الحشيش المغربي في تاريخها
تشن إسبانيا حملات أمنية شرسة ضد مُهربي وتجار المخدرات بمنطقة مضيق جبل طارق، في السنتين الأخيرتين، في إطار خطة شاملة أطلقتها وزارة الداخلية من أجل القضاء على آفة المخدرات التي تنتشر على نطاق واسع بجنوب إسبانيا.
وتسعى إسبانيا من خلال هذه الحملات القضاء على منابع تهريب المخدرات التي تنطلق من الجنوب إلى باقي التراب الإسباني، عن طريق توقيف واعتقال الرؤوس الكبيرة، وتفكيك الشبكات التي تنشط في تهريب الحشيش من المغرب نحو إسبانيا.
ووصفت عدد من المنابر الإعلامية الإسبانية الحملات الأمنية القوية التي يشنها الأمن الإسباني بكونها "الأنجح" للأمن الإسباني طيلة سنوات محاربته لتجارة المخدرات، نظرا للعدد الكبير للشبكات التي أسقطها الأمن.
2018.. السنة الفاصلة
تُعتبر سنة 2018 هي السنة الحقيقية والبداية الفعلية للحملات الأمنية الإسبانية القوية ضد مهربي المخدرات بين المغرب وإسبانيا، عندما قرر وزير الداخلية السابق خوان إغناسيو زويدو إضافة أعداد أخرى من رجال أمن في جنوب إسبانيا لمحاربة مهربي المخدرات، بعد حادثة إطلاق النار على الشرطة الإسبانية من طرف مافيا للمخدرات.
إغناسيو زويدو، الوزير السابق للداخلية الإسبانية يُعد الوزير الذي أطلق هذه الحملات الأمنية القوية لمحاربة المخدرات بعد اتفاقية تعاون مع المغرب في مجال محاربة الإرهاب والاتجار الدولي في المخدرات في سنة 2017، والتي بدأ مفعولها يظهر ابتداء من سنة 2018.
وزير الداخلية الجديد غراندي مارلاسكا، بدوره سار على نهج سابقه ودعم خطة محاربة تجار المخدرات في جنوب إسبانيا، وعقد لقاء مؤخرا مع وزيرة العدل، حيث اتفق الطرفان على توحيد الجهود بين جميع المصالح الأمنية والقضائية لمحاربة تجارة المخدرات بجنوب إسبانيا والقضاء على شبكات التهريب ورجال مافيا التهريب.
يسقطون تباعا
ووفق بلاغات سابقة لوزارة الداخلية الإسبانية، فإن عدد شبكات تهريب المخدرات التي تنشط في مضيق جبل طارق التي تم إسقاطها من طرف الأمن الإسباني في 2018 تُعد بالعشرات، ومن أبرزها مافيا كاستانيتاس التي كانت تنشط على نطاق واسع في تهريب وترويج المخدرات بجنوب إسبانيا.
نتائج هذه الحملات القوية بدأت نتائجها تظهر بشكل أقوى في السنة الجارية 2019، ولعل أبرز مثال ما أعلن عنه الحرس المدني أمس الأربعاء، عن الإطاحة ضربة واحدة بـ 6 شبكات دولية تنشط في تهريب الحشيش من شمال المغرب إلى جنوب إسبانيا بمنطقة لوس باريوس.
ووفق صحيفة "أوروبا سور"، في هذا السياق، فإن عملية تفكيك هذه الشبكات الست نتج عنها اعتقال 85 شخصا لهم ارتباط بالشبكات المُطاح بها، بالإضافة إلى حجز أزيد من 5 آلاف كيلوغرام من الحشيش، و49 سيارة ومبالغ مالية وأسلحة نارية.
وقد سبقت الإطاحة بهذه الشبكات الست، تفكيك شبكة أخرى بداية الأسبوع الجاري، وهي شبكة إجرامية نافذة كانت تعمل على تهريب 50 ألف كيلوغرام من الحشيش سنويا من شمال المغرب إلى إشبيليا في إسبانيا، وقد تم اعتقال 26 عضوا من هذه الشبكة التي تحمل إسم "لوس غينيس"، بما فيهم زعيمها.
الضرب بيد من حديد
يبدو أن إسبانيا عازمة بقوة على القضاء على آفة تهريب المخدرات بجنوبها، رغم صعوبة الأمر، حيث أعلن غراندي مارلاسكا في أخر لقائه مع وزيرة العدل، بتعزيز القوات الأمنية في جنوب إسبانيا وتوفير المعدات والأليات اللازمة لاستخدامها ضد تجار المخدرات.
وتُخطط المصالح الأمنية الإسبانية للضرب بيد من حديد على مهربي المخدرات بمضيق جبل طارق، والإطاحة بجميع الشبكات التي تنشط في تهريب الحشيش من شمال المغرب إلى جنوب إسبانيا.
وقد بدأت تظهر انعكاسات هذه الحرب على تجارة المخدرات في شمال المغرب، حيث كشفت مصادر خاصة لـ"الصحيفة" أن مزارعي الكيف وتجار المخدرات في كل من شفشاون والحسيمة، يعانون من اشتداد الخناق على أنشطتهم، وعدم وصول كميات هامة من المخدرات إلى أوروبا.
كما أن المصالح الأمنية المغربية تمكنت منذ السنة الماضية في إحباط محاولات عديدة لتهريب أطنان من المخدرات نحو إسبانيا، فهل تكون نهاية تجارة المخدرات بمضيق جبل طارق قد اقتربت؟ أم سيكون للمهربين رأي وخطط أخرى؟