لمجابهة نفوذ المغرب وخسائرها في قضية الصحراء.. الجزائر تبعث وزير الخارجية أحمد عطاف إلى عدد من العواصم الإفريقية حاملا رسائل خطية
كثفت الجزائر من تحركاتها الدبلوماسية في القارة الإفريقية، في محاولة لمجابهة النفوذ المغربي المتزايد وتعويض خسائرها في قضية الصحراء المغربية، حيث قام وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، منذ يوم الخميس الماضي، بجولة إلى عدد من العواصم الإفريقية، حاملا رسائل خطية من الرئيس عبد المجيد تبون إلى قادة هذه الدول.
ووفق ما أوردته بيانات الخارجية الجزائرية، فإن عطاف بدأ الجولة الإفريقية من العاصمة بوجمبورا، يوم الخميس الماضي حيث التقى عطاف نظيره البوروندي، ألبرت شينجيرو، وعقدا محادثات ركزت على تعزيز التعاون الثنائي ومناقشة القضايا القارية، بما في ذلك قضية الصحراء التي تبقى واحدة من أبرز نقاط التحركات الدبلوماسية الجزائرية، ولا سيما في ظل الدعم المتزايد الذي يحصل عليه المغرب في هذه القضية في السنوات الأخيرة.
وحسب ذات البيانات فقد توجه عطاف إلى كمبالا، حيث التقى بالرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني، وخلال هذا اللقاء، سلم عطاف رسالة خطية من الرئيس تبون ثم أجرى مباحثات تناولت العلاقات الثنائية وتطورات قضايا القارة، خاصة ما يتعلق بتصفية الاستعمار في الصحراء، وفقاً لما جاء في بيان وزارة الخارجية الجزائرية.
وفي لواندا، عاصمة أنغولا، عقد عطاف يوم الجمعة اجتماعا مع الرئيس الأنغولي جواو لورنسو، حيث تناول الطرفان التنسيق القاري مع استعداد أنغولا لتولي رئاسة الاتحاد الإفريقي في فبراير المقبل، كما أجرى وزير الخارجية الجزائري محادثات مع نظيره الأنغولي الأنغولي تيتي أنطونيو لتعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة الملفات القارية ذات الأولوية.
وصل الوزير الجزائري اليوم الأحد إلى أديس أبابا، حيث التقى رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد والرئيس الإثيوبي تايي أتسكي سيلاسي، وقد وركزت الزيارة على تعزيز العلاقات الثنائية بين الجزائر وإثيوبيا وتوسيع التنسيق بشأن الملفات القارية والإقليمية، بما في ذلك قضية الصحراء.
ووفقا للبيانات الرسمية الجزائرية، تأتي هذه التحركات في إطار محاولة الجزائر لتعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية، في حين أن العديد من القراءات السياسية تشير إلى أن هذه التحركات تأتي بهدف مواجهة النفوذ المتصاعد للمغرب في القارة الإفريقية.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، اعتبر أن سنة 2024 كانت "سنة مهمة" في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية بفضل الزخم القوي الذي أضفاه الملك محمد السادس على هذا الملف ومتابعته اليومية له.
وأوضح بوريطة، خلال ندوة صحفية مع نظيره الزامبي مولامبو هايمبي، عقب انعقاد الدورة الأولى للجنة المختلطة للتعاون المغرب-زامبيا، أن التطورات التي عرفتها قضية الصحراء خلال هذه السنة، يمكن اختصارها في عدد من النقاط، أهمها تأكيد فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن، دعمها لسيادة المغرب على صحرائه في الرسالة التي بعثها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الملك في يوليوز، والذي تأكد أثناء زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي نهاية شهر أكتوبر، واصفا هذا التطور ب "الكبير".
وأبرز بوريطة الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي الذي استمر خلال هذه السنة، مسجلا أن أربعة بلدان أوروبية، على الأقل، انضافت إلى الدول الداعمة لهذه المبادرة كأساس لحل النزاع في الصحراء، وهي سلوفينيا، وفنلندا، والدنمارك وإيستونيا، ليصل عدد دول الاتحاد الأوروبي، التي تعبر عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي إلى أكثر من 20 دولة، في وقت بلغ هذا العدد 113 دولة على المستوى الدولي.
وفي السياق ذاته، سجل الوزير تزايد تعليق الاعتراف بالجمهورية المزعومة، (الإكوادور في أكتوبر وبنما في نونبر)، و"هو تأكيد على أن الطرح الانفصالي ما فتئ يتلاشى، حيث إن 50 دولة، تقريبا، سحبت في العقدين الأخيرين الاعتراف بالجمهورية الوهمية ليتراجع عدد البلدان التي ما تزال تعترف بهذا الكيان الوهمي إلى حدود 28 دولة فقط".