زمور وكنافو الوحيدان الحاضران من سياسيي فرنسا.. ترامب يدعو أشد خصوم "المرادية" لحفل تنصيبه بعد أسابيع من شكاية الجزائر
فاجأ الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكي، دونالد ترامب، الطبقة السياسية في باريس باختياره دعوة زعيم حزب "الاسترداد" إيريك زمور، وشريكته النائبة في البرلمان الأوروبي، سارة كنافو، وكلاهما يُجاهران بالعداء للجزائر، كمدعوين وحيدين من فرنسا لحضور مراسيم أداء القسم، يوم 20 يناير الجاري.
وأوردت صحيفة "ليبيراسيون" أن زمور وكنافو هما السياسيان الفرنسيان الوحيدان اللذان دعاهما ترامب لحضور حفل تنصيبه، الذي سيجري أمام مقر "الكونغرس" بواشنطن، الأمر الذي أكده الحزب الذي ينتميان إليه بشكل رسمي.
ونقلت صحيفة "لوباريزيان" عن مسؤول في حزب "الاسترداد" اليميني المتطرف، أن زمور ورفيقته كنافو، سيحضران بالفعل حفل تنصيب ترامب، موردا "إنها فرصة لخلق روابط مع الشخص الذي سيتولى رئاسة أقوى قوة في العالم، ولن نفوتها".
المثير للانتباه أن دعوة ترامب، لكنافو تحديدا، تأتي بعد أسابيع من إعلان الجزائر رفع دعوى قضائية ضدها أمام القضاء الباريسي، وفق ما كشفت عنه وكالة الأنباء الرسمية شهر شتنبر الماضي، بسبب تصريحاتها "المعادية" للبلد المغاربي.
وتحركت السلطات الجزائرية لمتابعة كنافو بسبب تصريحاتها عبر برنامج Les Grandes Gueules عبر قناة RMC، التي قالت فيها إن فرنسا تقدم دعما ماليا بقيمة 800 مليون أورو للجزائر، مقرحة إلغاءه من أجل تقليص النفقات العامة.
ولم تطُل المحاولة الجزائرية كثيرا، ففي أكتوبر الماضي أعلن القضاء الفرنسي رفض الشكاية التي تقدمت بها السلطات الجزائرية، بسبب "عدم توافر الأركان القانونية اللازمة لإثبات الجنحة"، وفق ما أعلنته بشكل رسمي النيابة العامة في باريس.
وتُعتبر كنافو، وهي من أصول يهودية مغربية، من الوجوه السياسية التي تطالب بمراجعة العلاقات الفرنسية الجزائرية، بما يشمل إلغاء الاتفاقيات التي تمنح الجزائريين امتيازات بخصوص الهجرة، وأيضا ما يتعلق بـ"المصالحة والذاكرة"، ارتباطا بفترة الاستعمار.
أما زمور، المشرح السابق للانتخابات الرئاسية الفرنسية، ورغم أن والديه من اليهود الجزائريين، إلا أنه ليس أقل من شريكته في تبني خطاب صدامي ضد الجزائر، إذ سبق أن صرح لقناة C-NEWS بأنها "لم تكن يوما دولة"، وأن فرنسا "هي التي أنشأتها".