رفعوا علمهم إلى جانب علم "البوليساريو".. الجزائر تلعب ورقة انفصالية جديدة في سوريا باستقبالها أكراداً مُعَادين لتركيا
حرّكت الجزائر ورقة انفصالية جديدة، موجهة هذه المرة ضد تركيا وسوريا، إثر سقوط حليفها، نظام بشار الأسد، حيث استقبلت نشطاء انفصاليين أكراد، والذين زاروا مخيمات تندوف لإعلان دعمهم للطرح الانفصالي في الصحراء، رافعين أيضا علم "الإدارة الذاتية لشمال سوريا" المعروفة اختصارا بـ"روج آفا"، والراغبة في تأسيس "دولة كردية".
واستقبلت الجزائر، مؤخرا، وفدا من الانفصاليين الأكراد، القادمين من مناطق شمال شرق سوريا، الخاضعة إلى حدود اللحظة لقوات "سوريا الديمقراطية"، والتي تديرها "روج آفا"، وحيث زاروا مقرات "البوليساريو" في تندوف والتقطوا صورا مع عناصرها، وأظهر صور جماعية رفع علم الجبهة الانفصالية إلى جانب علمين مثلان المناطق الكردية الانفصالية.
ضيوف الجزائر، عبروا عن ميولهم الانفصالية بشكل أوضح، من خلال رفع علم ميليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية، المعروفة اختصارا بـ YPG، التي تصنفه أنقرة كـ"منظمة إرهابية"، بسبب أنشطتها المسلحة وطموحها العلني لإنشاء دولة كردية قومية تقتطع أراضيها من الأراضي التركية والسورية والعراقية والإيرانية.
ويأتي هذا التطور في سياق بحث الإدارة السورية الانتقالية، التي يقودها أحمد الشرع، زعيم "هيئة تحرير الشام" عن دعم دولي إثر إسقاط نظام الأسد والسيطرة على العاصمة دمشق وجميع المدن الكبرى، باستثناء شمال شرق البلاد، على الحدود مع تركيا، الذي لا زالت الميليشيات المسلحة الكردية تبسط سيطرتها عليه.
وإلى الآن لا زالت الجزائر لم تتوصل مع الإدارة السورية الجديدة، وهي التي كانت من آخر الداعمين لنظام الأسد، الأمر الذي وضعها في مواجهة مع أنقرة، التي تعد من أبرز الدول التي ساندت المعارضة السورية واحتضنتها على أراضيها خلال الحرب الأهلية التي تلت ثورة 2011.
ويمثل استقبال الجزائر للانفصاليين الأكراد، تهديدا مباشرا لمصالح تركيا، الرافضة لقيام أي دولة كردية أو إدارة ذاتية الحكم على حدودها، الأمر الذي كان من أسباب تدخلها عسكريا في سوريا، ودعمها لسيطرة المعارضة على أجزاء من شمال البلاد.
ويرتبط استقبال السلطات الجزائرية للانفصاليين الأكراد، أيضا، بالتقارب المُعلن بين الرباط ودمشق، حيث سبق لوزير الخارجية في الحكومة الانتقالية السورية، أسعد الشيباني، أن أجرى مكالمة هاتفية مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في 30 دجنبر 2024.
وأكد بوريطة خلال هذا الاتصال "دعم المغرب للشعب السوري ولسيادة سوريا ووحدة أراضيها، والقواسم المشتركة بين البلدين، وضرورة تعزيز العلاقات الدبلوماسية بما يخدم المصالح المشتركة"، وفق ما أعلنته الإدارة الانتقالية حينها.
ويسبق الاستقبال الجزائري للانفصاليين الأكراد، كذلك، الزيارة المرتقبة لبوريطة إلى سوريا خلال شهر يناير الجاري، والتي أكدتها لـ"الصحيفة" مصادر رفيعة المستوى في وزارة الخارجية السورية، وهي الزيارة التي يرتقب أن تعلن خلالها دمشق موقفا صريحا بخصوص دعم الوحدة الترابية للمملكة.
وتفرض "روج آفا" حكما ذاتيا بالأمر الواقع لأجزاء واسعة من الشمال لسوري، بفضل الدعم الذي حظيت به من طرف الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة تنظيم "داعش" ونظام الأسد، وأعلنت إدارته الذاتية وإنشاء حكمتها الخاصة والدستور المؤقت ما بين نونبر 2013 ويناير 2014، قبل أن تعلن النظام "الفيدرالي" في 2016.