السفير دريانكور: في الجزائر يمنعون الدبلوماسيين الفرنسيين من زيارة المدن دون إذن.. فلنفعل الشيء نفسه مع دبلوماسييهم

كشف سفير باريس السابق بالجزائر، كزافيي دريانكور، أن السلطات الجزائرية تمنع الدبلوماسيين الفرنسيين من التنقل ما بين المدن إلا بعد طلب الإذن والحصول على تصريح للقيام بذلك، مقترحا القيام بالإجراء نفسه تجاه تجاه دبلوماسيي الدولة المغاربية على الأراضي الفرنسية، في سياق الأزمة الدبلوماسية المتفاقمة البلدين.

دريانكور الذي كان سفيرا في الجزائر لسبع سنوات على مُدتين، خلال الفترة ما بين 2008 و2012 ثم ما بين 2017 و2020، كان يتحدث يوم أمس الجمعة، في برنامج Points de Vue على قناة Le Figaro TV، تفاعلا مع قرار السلطات الجزائرية رفض استقبال "المؤثر" الجزائر المُرحل من فرنسا "بوعلام"، الذي اعتقل بسبب تحريضه على العنف.

وأورد دريانكور أن الدبلوماسيين الفرنسيين، عندما يرغبون في مغادرة مدنهم، مثل الجزائر العاصمة أو وهران أو عنابة، يجب عليهم طلب الإذن من السلطات الجزائرية قبل 8 أيام، ثم يظلون تحت المرافقة لمراقبتهم، مضيفا "لهذا السبب، لا يمكن لأي شخص من السفارة زيارة منزل بوعلام صنصال في بومرداس، على بعد 40 كيلومترا من الجزائر".

وقال الدبلوماسي الفرنسي مخاطبا وزير الداخلية "لا أعرف ما إذا كان السيد (برونو) روتايو يستمع لنا، لكنني أقترح عليه، ابتداءً من يوم الاثنين، أن يقرر أن موظفي السفارة والقنصلية الجزائرية في باريس لا يمكنهم التنقل داخل فرنسا دون إذن".

واعتبر دريانكور أن هذا الإجراء مستوحى من حوادث سابقة، وقال "في الجزائر، إذا لم يكن لديك هذا الإذن وغادرت الجزائر، سيتم اعتقالك، وقد حدث هذا بالفعل مؤخرًا، المسؤول الثاني في السفارة الفرنسية ذهب إلى منطقة القبائل أثناء الحرائق ليشكُرَ رجال الإطفاء الفرنسيين، وبدون إذن، أُعيد إلى الجزائر العاصمة بالقوة".

ووأشار المتحدث إلى أن هذا الإجراء يشمل أيضًا رجال الدين مثل رئيس أساقفة الجزائر. وأضاف ساخرًا "يمكننا أن نقول لمدير مسجد باريس إنه لا يمكنه التنقل في فرنسا دون إذن، هذا من أجل مصلحتهم (الدبلوماسيون الجزائريون) ولضمان سلامتهم، حتى لا يصادفوا فرنسيين يمثلون بقايا الاستعمار، كما يصفون ذلك هناك، أو حتى لا يصادفوني أنا"، في إشارة إلى كونه هدفًا منتظمًا لوسائل الإعلام الجزائرية، وفق "لوفيغارو".

ومن ناحية أخرى اقترح دريانكور على الحكومة الفرنسية منع رحلات الخطوط الجوية الجزائرية، قائلا "إذا كانت الشركة تنقل ركابًا غير مسموح لهم بالنزول، فلنمنع الخطوط الجوية الجزائرية، وفي المقابل، سيردون بمنع الخطوط الجوية الفرنسية، ولنر من سيكون الخاسر".