فرض إدارة ترامب رسوما جمركية على الصين والتهديد بزيادتها.. هل يكون لذلك تأثير على الاستثمارات الصينية في المغرب؟

أطلق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بقراره فرض رسوم جمركية على الواردات الصينية بنسبة 10%، شرارة حرب تجارية مع الصين، التي قررت بدورها فرض حزمة من الرسوم الجمركية على منتجات أمريكية، وهو ما يتوقع الكثير من الخبراء أن يكون له تداعيات على الاقتصاد العالمي.

ووفق العديد من التقارير الإعلامية المتخصصة، فإن هناك حالة من "اللايقين" في أوساط الفاعلين الاقتصاديين في العالم في الوقت الراهن، بشأن مستقبل المبادلات التجارية والاستثمارات، في ظل هذه الحرب التجارية الجديدة التي انطلقت بين العملاقين الأمريكي والصيني، مما يطرح تساؤلات عن تأثيرها على العديد من البلدان التي ترتبط اقتصاديا بواشنطن وبكين.

ويُعتبر المغرب من البلدان التي استقبلت في السنوات الأخيرة استثمارات صينية هامة، ولا سيما في قطاع السيارات الكهربائية، وهو توجه صيني كان مدفوعا إلى المغرب بعامل الجذب المتعلق باتفاقية التبادل التجاري الحر بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، مما يطرح سؤال هل تتأثر الاستثمارات الصينية في المغرب بهذه الحرب التجارية التي أطلقها ترامب، خاصة أن بعض التقارير تشير إلى أن الإدارة الأمريكية تتجه إلى فرض الرسوم على جميع الواردات الصينية حتى المصنعة في بلدان أخرى خارج الصين.

وتعليقا على هذا الموضوع، قال الخبير في الاقتصاد وقانون الأعمال بدر زاهر الأزرق، إن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، هي قائمة منذ سنوات وليس الآن، وقد بلغت ذروتها في ولاية ترامب الأولى، ثم عادت من جديد مع بداية الولاية الثانية لترامب.

وأضاف الأزرق في حديث لـ"الصحيفة"، أن فرض الولايات المتحدة الأمريكية رسوما جمركية إضافية على الصين "لا أعتقد أنه سيكون له تأثير كبير، سواء على التوجهات الاستثمارية الصينية في المغرب، أو على مستوى استراتيجيات الاستثمار الصينية في قارة إفريقيا ككل".

وأوضح الخبير المذكور، في هذا السياق، أن ما يدفعه إلى استبعاد تأثر الاستثمارات الصينية في المغرب بهذا الإجراء الجمركي الجديد من طرف إدارة ترامب، هو أن الأسواق التي تستهدفها الصين من خلال استثماراتها في المملكة المغربية، هي الأسواق الأوروبية بالدرجة الأولى، وبالتالي "فإن ولوج الأسواق الأوروبية هو أمر وارد جدا انطلاقا من المغرب، وهذا سيجعل الصين تتشبث باستثماراتها في المملكة المغربية".

وهو نفس الأمر، حسب بدر زاهر الأزرق، ينطبق على إفريقيا، مشيرا إلى أن هذه القارة تضم حاليا ما يُقارب مليار مستهلك وهو ما يجعلها "قارة تُغري الصينيين في الصناعة والخدمات والصناعات الاستخراجية وغيرها"، مستبعدا أن تتأثر بالحرب التجارية بين بكين وواشنطن.

وأشار الخبير في الاقتصاد وقانون الأعمال، إلى أن التأثير حتى في حالة حدوثه فهو جزئي فقط، لكن "بشكل عام فإن استرتيجية الصين في الاستثمار بعيدة المدى على المستوى الإفريقي والمغربي ولا يُمكن أن تتعرض لتأثير كبير"، لافتا إلى أنه يجب "الأخذ بعين الاعتبار، أن هذه الاستثمارات لازالت إلى حد الآن ليست بالاستثمارات الضخمة كما هو عليه الحال في آسيا وأوروبا وأمريكا"، ليكون هناك تأثير ملحوظ.