صحيفة لوموند الفرنسية: المغرب يوظف كرة القدم كأداة دبلوماسية لتعزيز نفوذه في إفريقيا

 صحيفة لوموند الفرنسية: المغرب يوظف كرة القدم كأداة دبلوماسية لتعزيز نفوذه في إفريقيا
الصحيفة – بديع الحمداني
السبت 8 فبراير 2025 - 12:00

قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن المغرب يواصل تعزيز مكانته على الساحة الإفريقية عبر توظيف كرة القدم كأداة دبلوماسية تخدم مصالحه الاستراتيجية، في مقدمتها قضية الصحراء، مشيرا إلى أن استضافة المملكة لبطولة كأس أمم إفريقيا 2025، بعد غياب دام 37 سنة، دليل على نفوذه المتزايد في المشهد الرياضي والسياسي للقارة.

وأشار تقرير الصحيفة الفرنسية إلى استعداد المغرب لتنظيم كأس أمم إفريقيا، وبالأخص ما وصفته بـ"الحدث الأبرز" في هذه النسخة المرتقبة، والذي يتعلق بتحديد "المعسكرات الأساسية" التي ستضم 24 منتخبا مشاركا، حيث خصص المغرب لهم مرافق فندقية من فئة الخمس نجوم، في سابقة لم تشهدها البطولة الإفريقية من قبل.

وأضافت "لوموند" أن  رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، باتريس موتسيبي، أثنى على استعدادات المغرب، متوقعا أن تكون نسخة 2025 "الأفضل في تاريخ" كأس أمم إفريقيا، ويأتي ذلك بعد نسخة 2023 في كوت ديفوار، التي واجهت انتقادات بسبب إقامة المنتخبات في مجمعات سكنية متواضعة، مما دفع بعض الفرق، مثل المغرب والجزائر، إلى رفض الإقامة هناك.

ونقلت الصحيفة الفرنسية تصريح المحلل الرياضي منصف اليزغي الذي قال إن المغرب "يرفع سقف المعايير في تنظيم البطولات القارية"، مشيرا إلى أن هذه السياسة بدأت تتبلور منذ 2009، عندما خسر "أسود الأطلس" فرصة التأهل لكأس العالم 2010، مما دفع الجامعة الملكية لكرة القدم إلى إعادة هيكلة القطاع، في ظل قيادة فوزي لقجع منذ 2014.

وخلال العقد الأخير، وفق المصدر الفرنسي، عمل لقجع، الذي يشغل أيضا منصب وزير الميزانية، على تعزيز نفوذ المغرب داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، مما مكنه من العودة إلى اللجنة التنفيذية للكاف سنة 2017، بعد غياب دام 15 سنة، وجاء ذلك، حسب "لوموند" تزامنا مع عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، في خطوة وُصفت بأنها انتصار دبلوماسي.

وحسب ما صرح به عالم الاجتماع الرياضي عبد الرحيم بورقية للصحيفة الفرنسية، فإن المغرب يستخدم كرة القدم لتعزيز علاقاته في إفريقيا، كما فعل مع الأسمدة التي ينتجها المكتب الشريف للفوسفاط، حيث أصبحت كرة القدم أداة دبلوماسية تتيح للمملكة توطيد شراكاتها مع العديد من الدول الإفريقية.

ويتمثل هذا النفوذ وفق التقرير في تقديم المغرب دعمه لاتحادات إفريقية عدة، عبر توفير ملاعبه لاستضافة مباريات تصفيات كأس العالم، كما حدث مع بوركينا فاسو، وموزمبيق، وغينيا ومالي، التي أقامت لقاءاتها الدولية في مدن مغربية، بسبب افتقارها لملاعب مطابقة للمعايير الدولية.

ويشير خبراء "لوموند" إلى أن هذه السياسة لم تأتِ من فراغ، بل تدخل في سياق المنافسة الجيوسياسية مع الجزائر وجنوب إفريقيا، حيث يسعى المغرب إلى حشد أكبر عدد ممكن من الدول الإفريقية لدعم موقفه في قضية الصحراء، مقابل الدعم الذي تقدمه الجزائر وجنوب إفريقيا لجبهة البوليساريو.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

الملك يعلنُ فشلَ أخنوش

حينما كان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، يتلو بلاغا للديوان الملكي، لدعوة المغاربة إلى عدم القيام بشعيرة النحر في عيد الأضحى خلال السنة الهجرية الجارية، نظرا للظروف الصعبة التي ستلحق ضررا ...

استطلاع رأي

بعد 15 شهرا من الحرب على غزة أدت إلى مقتل 46 ألفاً و913 شخصا، وإصابة 110 آلاف و750 من الفلسطينيين مع دمار شامل للقطاع.. هل تعتقد:

Loading...