بعد استهداف نفط السعودية وتخريب سفن بالإمارات.. الخليج يَحتاج لعود ثقاب ليشتعل
يبدو أن الشرق الأوسط مقبل على تداعيات كبيرة، بعد التوثر الحاصل خلال الأسابيع الماضية، بين الإمارات العربية المتحدة والسعودية المدعومتان من الولايات المتحدة الأمريكية، وبين إيران وأذرعها في المنطقة مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، وثقلها العسكري في سوريا، والمذهبي في العراق.
في سياق هذا التدافع في المنطقة التي لا تحتاج إلا لعود ثقاب لتشتعل، أكدت السعودية، صباح اليوم، أن طائرات مسيرة مفخخة ضربت محطتين لضخ النفط في المملكة، فيما وصفته بأنه عمل إرهابي "جبان" بعد يومين من تعرض ناقلتي نفط سعوديتين للتخريب قبالة ساحل الإمارات.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن الهجوم تسبب في حريق، تمت السيطرة عليه الآن، وألحق أضرارا طفيفة بمحطة ضخ واحدة لكنه لم يعطل إنتاج النفط أو صادرات الخام أو المنتجات البترولية.
وارتفعت أسعار النفط بعد نشر أنباء الهجوم على محطتي ضخ تقعان على مسافة نحو 320 كيلومترا غربي العاصمة الرياض. وارتفع سعر خام القياس الأوروبي برنت 1.38 بالمئة ليجري تداوله بسعر 71.20 دولار للبرميل في الساعة 1114 بتوقيت جرينتش.
وقال الفالح في تصريحات نشرتها وسائل إعلام رسمية إن الهجمات بطائرات مسيرة والاعتداء على أربع ناقلات يوم الأحد منها ناقلتان سعوديتان قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي، وهو ميناء رئيسي لتزويد السفن بالوقود، "لا تستهدف المملكة فقط، وإنما تستهدف أمان إمدادات الطاقة للعالم، والاقتصاد العالمي".
وأضاف الوزير أن الهجمات "تثبت مرة أخرى أهمية التصدي لكافة الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية بما في ذلك ميليشيات الحوثي في اليمن المدعومة من إيران".
وقالت قناة المسيرة التلفزيونية التي تديرها جماعة الحوثي اليمنية يوم الثلاثاء إن الجماعة المتحالفة مع إيران نفذت هجمات بطائرات مسيرة على منشآت سعودية "حيوية".
ويقاتل تحالف تقوده السعودية الحوثيين منذ أربع سنوات في اليمن في محاولة لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا في صراع ينظر إليه على نطاق واسع باعتباره حربا بالوكالة بين السعودية وإيران.
وتشهد المنطقة توثرا كبيرا بعد تحريك الولايات المتحدة الأمريكية لحاملة الطائرات "ابراهام لينكولن"، نحو منطقة الخليج، مرفوقة بالمقنبلة B52، مما يؤشر على مزيد من التوتر في منطقة لم تعرف الاستقرار تاريخيا.