داء "السعار" ما يزال قاتلا في المغرب: تسببَ في وفاة 18 شخصا سنة 2018
ما يزال داء السعار أو "الكَلَب" يفتك بالأرواح بالمغرب رغم كل المجهودات التي استهدفت القضاء عليه منذ الثمانينات، وهو الأمر الذي كشفت عنه وزارة الصحة بشكل رسمي، حيث قالت إن 18 شخصا فقدوا حياتهم بسببه العام الماضي.
وأعلنت الوزارة في بلاغ رسمي أن البرنامج الوطني الذي انطلق سنة 1986، مكن من خفض عدد الوفيات من 34 حالة سنة 1985 إلى 18 حالة وفاة سنة 2018، معلنة من خلال الوثيقة ذاتها تخليدها لليوم العالمي لداء الكلب بعد غد السبت 28 شتنبر.
وستدشن الوزارة حملة للتعريف بداء الكلب وكيفية الوقاية منه وعلاجه، معلنة عن إطلاق عمليات التلقيح السنوي للكلاب المملوكة باعتباره "حجر الزاوية في جميع الجهود المبذولة لمكافحة داء السعار"، مبرزة أنه في إطار البرنامج الوطني يتم تلقيح حوالي 65.000 شخص سنويا بعد تعرضهم للعض أو الخدش من طرف الحيوانات لاسيما الكلاب الضالة.
الوزارة التي قالت إن السعار يؤدي إلى وفاة 60 ألف شخص عبر العالم سنويا، أي ما يعادل تقريبا حالة وفاة كل 10 دقائق، دعت إلى التقليل من عدد الكلاب الضالة "التي تلعب دورا أساسيا في نقل هذا الداء" وفق البلاغ، مشددة أيضا على تلقيح الإنسان بعد تعرضه للحيوانات المشتبه إصابتها بالسعار.
وحمل البلاغ عدة نصائح موجهة للمواطنين بخصوص التعامل مع هذا الداء، وفي مقدمتها تلقيح الحيوانات المملوكة، وخاصة الكلاب والقطط، بالإضافة إلى تجنب لمس الحيوانات المجهولة المصدر، داعية الآباء إلى الانتباه لأطفالهم وعدم السماح لهم باللعب مع الحيوانات غير المطعمة حتى ولو كانت لطيفة.
ودعت الوزارة التي يوجد على رأسها الوزير أنس الدكالي، المغاربة إلى التبليغ عن أي حالة عض أو خدش حتى وإن كانت بسيطة، ونصحت، في حال وقوع حادث مشابه، بغسل مكان الإصابة جيدا بالماء والصابون، ثم التوجه لأقرب مركز لمحاربة داء الكلب لتلقي العلاج الموضعي المناسب، حيث يمكن الحصول على التلقيح المضاد للعدوى والمصل الخاص بالإصابة حسب خطورتها، موصية بعدم قتل الحيوان المعتدي بل إبلاغ المصالح البيطرية بمكانه.
وتعرف منظمة الصحة العالمية داء الكلب بأنه مرض فيروسي يظهر في أكثر من 150 بلداً وإقليماً، تُسبِّبو الكلاب أساساً حالات الوفاة الناجمة عنه عبر صنف "داء الكلب البشري"، كما تُسهم بنسبة تصل إلى 99 في المائة من مجموع حالات العدوى بداء الكلب المنقولة إلى الإنسان.
وتقول المنظمة إنه يمكن القضاء على داء الكلب بتطعيم الكلاب والوقاية من عضّاتها، مبرزة أنه يمكن الوقاية منه باللقاحات، غير أنها تؤكد أن العدوى تسبب سنويا وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص معظمهم في آسيا وأفريقيا، ويمثّل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة 40 في المائة من الأشخاص الذين يتعرّضون لعضات حيوانات يُشتبه في إصابتها بداء الكلب.
وحددت منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب، غايةً عالمية تتمثل في "تحقيق انعدام حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب لدى الإنسان بحلول عام 2030".
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :