29 قتيلا وألف مصاب في مظاهرات بالعراق احتجاجا على "فساد الدولة"
فتحت قوات الشرطة العراقية النار على آلاف المتظاهرين الذين تحدوا حظر التجول في بغداد يوم الخميس وتبادلت إطلاق النار مع مسلحين في مدن بجنوب البلاد، ليرتفع عدد قتلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة منذ ثلاثة أيام إلى 27.
وحيب المعطيات، فقد ارتفع عدد ضحايا المظاهرات في عموم العراق إلى 29 قتيلا، والمصابين إلى أكثر من ألف مصاب.
وأكد عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق فاضل الغراوي "ارتفاع عدد الوفيات إلى 29 والإصابات إلى 1163، بين مدنيين ورجال أمن، في عموم العراق، بما فيهم 6 وفيات و80 مصابا من ذي قار".
وأضاف المتحدث "إن عدد الموقوفين الكلي 257 شخصا، والمفرج عنهم 209 آخرين" .
وامتدت الاحتجاجات لمدن أخرى في جنوب العراق الذي يغلب على سكانه الشيعة حيث قالت الشرطة إنها واجهت على نحو متزايد متظاهرين مسلحين. وفي الحلة القريبة، قالت الشرطة ومصادر طبية إن أحد المحتجين تعرض للضرب حتى الموت. وذكرت مصادر أمنية أن ثلاثة أشخاص آخرين لاقوا حتفهم في أحد أحياء بغداد وأن متظاهرين في أماكن أخرى بالعاصمة أضرموا النار في سيارات تابعة للجيش.
وبدأت الاحتجاجات، التي أصيب فيها ما يربو على 600، للاعتراض على البطالة وسوء الخدمات لكنها تصاعدت إلى دعوات لتغيير الحكومة لتمثل واحدا من أسوأ التحديات الأمنية منذ سنوات. وتبدو الاحتجاجات مستقلة عن أي حزب سياسي منظم وفاجأت قوات الأمن.
وقال متظاهر في العاصمة "الرصاص لا يخيفنا. لا يخيف العراقيين. كل هذا سيسقط فوق رؤوسهم".
وتجمع ما لا يقل عن 4000 محتج في ساحة الطيران ببغداد وحاولوا السير إلى ساحة التحرير بوسط العاصمة ليُواجهوا بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع بكثافة. واستخدمت الشرطة الذخيرة الحية في حي الزعفرانية ببغداد، حيث قتل محتج بالرصاص وكانت هناك احتجاجات في حي الشعلة بشمال غرب العاصمة.
وقالت الشرطة إن متظاهرين أطلقوا النار على أفرادها في مدينة الرفاعي صباح يوم الخميس قرب مدينة الناصرية الجنوبية حيث قتل سبعة أشخاص ليل الاربعاء وقتل آخر يوم الخميس. وأضافت أن 50 شخصا أصيبوا في الرفاعي منهم خمسة من رجال الشرطة.
وقالت لين معلوف مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية "من الشائن أن تتعامل قوات الأمن العراقية مرارا وتكرارا مع المحتجين بهذه الوحشية باستخدام القوة المميتة وغير الضرورية. من المهم أن تضمن السلطات إجراء تحقيق مستقل وحيادي تماما". ودعت الأمم المتحدة الحكومة إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس" والسماح بالاحتجاجات السلمية.
ذخيرة حيّة
أعيد فرض حظر التجول، الذي رفع عن المدن الجنوبية صباح الخميس، على الفور في الناصرية ثم في العمارة. وأعلن فرض حظر التجول أيضا في النجف والحلة. وفي بغداد، سعت السلطات لاستباق الاحتجاجات بفرض حظر تجول من الساعة الخامسة صباحا. وقامت القوات بدوريات في الشوارع الرئيسية والساحات العامة لكن بحلول الصباح كانت مظاهرات متفرقة قد بدأت وأطلقت القوات الذخيرة الحية لتفريقها.
واصطف سكان العاصمة العراقية خارج المتاجر ومحال الأغذية لتخزين مؤن تحسبا لارتفاع مفاجئ في الأسعار أو فرض السلطات المزيد من القيود الأمنية. ويسعى العراق جاهدا للتعافي منذ هزم تنظيم الدولة الإسلامية في 2017. وتداعت بنيته التحتية بشدة خلال عقود من الاقتتال الطائفي والاحتلال الأجنبي والغزو الأمريكي والعقوبات الدولية والحروب مع جيرانه.
وصب المحتجون جام غضبهم على الحكومة والنخبة السياسية التي يتهمونها بالفساد وعدم فعل شيء لتحسين أحوالهم المعيشية. وقال رجل يغطي وجهه بوشاح لتلفزيون رويترز "الناس تعرضوا للسرقة. إنهم يتسولون في الشوارع. لا يوجد عمل وعندما تحتج يطلقون النار عليك. ذخيرة حية".
وبالعراق رابع أكبر احتياطي نفطي في العالم وفقا لصندوق النقد الدولي، لكن معظم سكانه البالغ عددهم 40 مليونا يعيشون في فقر ويعانون من نقص الرعاية الصحية والتعليم وإمدادات الكهرباء والماء.