العلمي وبلخياط ينشئان "تحالفا إعلاميا" قبل عام من "السنة الانتخابية"

يدخل الإعلام المغربي منعطفا جديدا ببصمة سياسية واضحة قبل عام واحد من "السنة الانتخابية"، إذ أعلنت كل من شركة "سهام ميديا" المملوكة لحفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي والأخضر، و"كروس وورلد" المملوكة لمنصف بلخياط وزير الشباب والرياضة السابق، اندماجهما في مجموعة إعلامية واحدة باسم "أوريزون بريس" تستحوذ على 9 منابر إعلامية.

وأصبحت المجموعة الجديدة الذي سيكون بلخياط رئيسا مديرا عاما لها، تملك العديد من وسائل الإعلام العامة والمتخصصة، من أبرزها موقع "لو سيت آنفو" بنسختيه العربية والفرنسية إلى جانب نسخته الخاصة بالرياضة، والتلفزة الرقمية "أوريزون تي في"، والمنبران الاقتصاديان "ليزانسبراسيون إيكو" الورقية و"ليزيكو" الرقمية، والموقع النسائي "غالية"، ومجلة "هولا ماروك"، النسخة المغربية من مجلة "هولا" الإسبانية المتخصصة في أخبار المشاهير.

ووفق ما أعلنه بيان الاندماج فقد تم اختيار عادل بصري مديرا عاما للمجموعة الجديدة، والمهدي علابوش، المدير العام المنتدب المكلف بالقطب التجاري والتنمية، فيما تم تكليف هشام بناني بإدارة نشر جميع عناوين المجموعة، على أن يبدأ المسؤولون الجدد مهامهم مطلع عام 2020، وأضافت الوثيقة أن المجموعة ستضم 117 شريكا بمن فيهم 82 صحافية وصحافيا.

ويبدو النفس السياسي لهذا الاندماج واضحا، فالعلمي وبلخياط ينتميان مع لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي أعرب أمينه العام، عزيز أخنوش، مرارا عن رغبته في الفوز بانتخابات 2021 البرلمانية وبالتالي ترؤس الحكومة المقبلة، أي أن هذا الاندماج يأتي قبل عام واحد من دخول السنة الانتخابية، التي ينتظر أن تشهد تنظيم الاستحقاقات التشريعية إلى جانب الجماعية والجهوية.

وتُذَكر هذه التجربة بتجربة مماثلة قام بها حزب التجمع الوطني للأحرار بتمويل من أخنوش في 2011 قبل سنوات من وصوله لرئاسة الحزب، حين مول عدة منابر إعلامية للتصدي لخصمه السياسي حزب العدالة والتنمية، من بينها صحيفة "الشروق" اليومية التي توقفت عن الصدور بعد مدة وجيزة من خسارة التجمعيين للسباق الانتخابي وانضمام أخنوش للحكومة بصفة "تيكنوقراط" بعد تجميد عضوته في الحزب.

وكان لحزب الأصالة والمعاصرة تجربة مشابهة أيضا بواسطة أمينه العام السابق إلياس العماري، فقبل أيام من حلول سنة 2016 الانتخابية أطلق مجموعة "آخر ساعة" التي كانت تشمل 6 منابر إعلامية، في حفل باذخ حضره العديد من رجال ونساء المال والأعمال والسياسة والإعلام، قبل أن يخسر الانتخابات بدوره أمام حزب العدالة والتنمية أيضا، وفي دجنبر من سنة 2018 تم الإعلان عن توقف المجموعة نهائيا وتصفية كل منابرها.