اليونان تحاول إقناع المغرب بالتصدي للاتفاق التركي الليبي حول "شرق المتوسط"
تهدف اليونان إلى الحصول على دعم المغرب في صراعها ضد تركيا وحكومة الوفاق الوطني الليبية بخصوص ترسيم الحدود البحرية المشتركة بين البلدين، والذي من المتوقع أن يحرم أثينا من مخزون كبير من الغاز الطبيعي، وهو الأمر الذي دفعها، اليوم الإثنين، إلى الإعلان عن بعث وزير خارجيتها إلى الرباط.
وتم الإعلان رسميا عن قيام وزير الشؤون الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، بزيارة رسمية للمغرب يوم غد الأربعاء، فيما أوردت "وكالة المغرب العربي للأنباء" الرسمية، نقلا عن مصادر من وزارة الشؤون الخارجية اليونانية، بأن برنامج زيارة دندياس للمملكة يشمل مباحثات مع مسؤولين مغاربة، حول قضايا ذات الاهتمام المشترك.
ووفق المصادر نفسها، فإنه من المرتقب أن سيتم التطرق خلال هذه المباحثات لعدة قضايا، منها تعزيز العلاقات الثنائية والوضع في منطقة المتوسط، موردة أن المغرب واليونان، يعملان، بوصفهما "قطبين للاستقرار في حوض البحر الأبيض المتوسط، على مدى عدة عقود، على تطوير علاقات الصداقة والتعاون المثمرة التي تجمعهما في مختلف المجالات".
غير أن المسؤول الحكومي اليوناني استبق هذه الزيارة بالإعلان عن هدفه الرئيس منها، ويتعلق الأمر بإقناع المغرب بمواجهة الاتفاق التركي الليبي في مياه البحر الأبيض المتوسط، حيث يسعى لحشد الدعم من أجل اعتبار اتفاق التعاون الأمني وترسيم حدود مناطق النفوذ البحرية بين أنقرة وطرابلس "غير شرعي".
وأمس الاثنين نقلت شبكة "روسيا اليوم" عن دندياس، عقب لقائه مع وزير خارجية قبرص نيكوس خريستودوليديس في أثينا قوله إنه من المهم بالنسبة لليونان، "إلى جانب السلام في هذا البلد المطل على البحر المتوسط، الاعتراف ببطلان ما يسمى بالمذكرتين"، موردا أن عمله في المنطقة "يهدف إلى تحقيق ذلك"، قبل أن يضيف أنه ينوي بحث هذا الموضوع مع "قيادات المغرب والجزائر وتونس".
وأورد وزير الخارجية اليوناني، الذي سبق لبلاده أن وقعت بيانا مشتركا مع فرنسا ومصر وقبرص اعتبرت فيه هذا الاتفاق يشكل "انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي ويقوض استقرار المنطقة"، أن الوثيقة التركية الليبية "تنتهك القانون الدولي وسيادة الدول في منطقة المتوسط وتزعزع الأوضاع في ليبيا وفي المنطقة بشكل عام".
وكانت تركيا وحكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا، قد عجلا بتوقيع هذه المذكرتين اللتان تشكلان ما يعرف بـ"اتفاقية شرق المتوسط"، للتصدي لمحاولة ثلاثية من مصر واليونان وقبرص تتعلق بترسيم الحدود البحرية والتنقيب عن الغاز مستفيدين من الصراع المسلح وحالة الانقسام التي تشهدها ليبيا.