كل يوم 10 جنائز في المغرب.. والسبب: حوادث السير
لازالت حوادث السير في المغرب تحصد أعدادا كبيرة في الأرواح، بطريقة يصفها البعض، بأنها تفوق ما تحصده الحروب في البلدان التي تشهد اضطرابات ونزاعات مسلحة مستمرة، لتصبح حوادث السير هي ثاني سبب للوفاة في المغرب، وفق إحصائيات وزارة التجهيز والنقل.
وفي هذا السياق، فإن الإحصائيات المؤقتة لحوادث السير برسم سنة 2019، التي كشف عنها وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء عبد القادر اعمارة، يوم الجمعة الماضي، أحصت 3 آلاف و384 قتيلا، لقوا حتفهم في المغرب بسبب حوادث السير التي وقعت في طرقات المملكة العام الماضي.
10 قتلى يوميا
رغم أن العدد المسجل من القتلى بسبب حوادث السير في المغرب خلال 2019، وفق الوزير عبد القادر اعمارة، شهد تراجعا بنسبة 2,9 بالمائة مقارنة مع العام الذي سبقه، إلا أنه لا زال في المعدل المرتفع والخطير مقارنة ببلدان أخرى عالمية عديدة، ولم يتم تخفيض المعظل رغم عدد من الاجراءات المتخذة لهذا الهدف.
ويصل معدل قتلى المغرب اليومي، بناء على الارقام المسجلة سنويا، ومن ضمنها الاحصائيات المعلن عنها بخصوص سنة 2019، إلى معدل 10 قتلى يوميا في المملكة بسبب حوادث السير، وهو ما يجعل حوادث السير ثاني أكثر سبب يُزهق أرواح المغاربة كل سنة.
كما أن حوادث السير لة تتسبب فقط في إزهاق الارواح، بل تخلف ورائها عددا كبيرا من المصابين والمعطوبين، وقد كشفت إحصائيات عمارة عن تسجيل 8 آلاف و417 شخصا أصيبوا بجروح وإصابات بليغة خلال حواظث السير المسجلة في سنة 2019.
11 حادثة كل ساعة
لعل أبرز ما يظهر فداحة ظاهرة حوادث السير المرتفعة في المملكة، هو العدد الذي يسجل سنويا للحوادث في طرقات المغرب، وقد أظهرت الإحصائيات التي أعلن عنها الوزير عبد القادر اعمارة يوم الجمعة الماضي، عن تسجيل 102 آلاف و737 حادثة، مسجلة بذلك ارتفاعا بنسبة 6,9 بالمائة.
وبهذا العدد الكبير لحوادث السير المسجل في سنة 2019، فإن المغرب يكون قد شهد في تلك السنة حوالي 300 حادثة سير كل يوم في طرقاته، وبالضبط 281 حادثة سير كل يوم، وبمعدل 11 حادثة سير كل ساعة من ساعات اليوم.
وتكشف هذه الأرقام بشكل ملموس عن وجود مشكلة عويصة يواجهها المغرب في طرقاته، وهو ما يفرض عليه إيجاد حلول عاجلة لهذه الظاهرة، وتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية 2017-2026، التي تطمح إلى خفض عدد الوفيات في حوادث السير بنسبة 25 في المئة في أفق 2021 وبنسبة 50 بالمئة بحلول سنة 2026 وفق ما أعلن عنهوالوزير اعمارة.
تتعدد الأسباب والموت واحد
لا يوجد سببب أو سببين لحوادث السير المرتفعة في طرقات وشوارع المملكة المغربية، بل تتعدد وكلها تصب في اتجاه واحد، عدد كبير من القتلى، وعدد أكبر من الجرحى، وأعداد هائلة من الحوادث بشكل يومي، بل وكل ساعة.
المديرية العامة للأمن الوطني خلال تعاطيها اليومي مع حوادث السير عددت الأسباب الرئيسية المؤدية إلى وقوع هذه الحوادث، حسب ترتيبها، إلى عدم انتباه السائقين، وعدم احترام حق الأسبقية، وعدم انتباه الراجلين، والسرعة المفرطة.
كما أنه من الأسباب الأخرى عدم ترك مسافة الأمان، وتغيير الاتجاه بدون إشارة، وعدم التحكم، وعدم احترام الوقوف المفروض بعلامة قف، وتغيير الاتجاه غير المسموح به، والسياقة في حالة سكر، وعدم احترام الوقوف المفروض بضوء التشوير الأحمر، والسير في يسار الطريق، والسير في الاتجاه الممنوع، والتجاوز المعيب.