بلافريج "ينتقد" منيب بسؤال برلماني حول "التفسيرات" غير العلمية لكورونا

على الرغم من أن خطابه موجه "نظريا" إلى رئيس الحكومة، إلا أن النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار الديموقراطي، عمر بلافريج، وضع الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، "عمليا"، في موقف حرج عبر سؤاله الكتابي الموجهة إلى سعد الدين العثماني اليوم الاثنين، بانتقاده الصريح للتفسيرات "المغلوطة وغير العلمية والمستندة على نظرية المؤامرة" التي رافقت انتشار فيروس كورونا، وهو الأمر الذي ساهمت فيه أيضا نبيلة منيب بتصريحات مثيرة للجدل.

وأورد بلافريج في نص سؤاله أن موضوعه هو "التشجيع على الفكر العقلاني"، قائلا إنه "في سياق متابعة المغاربة لاتفشار فيروس كورونا، يطغى على النقاش الدائر، كما يحدث في عدة مواضيع أخرى تفسيرات مغلوطة غير مبنية على مصادر علمية، وفي جزء كبير منها مبنية على ثقافة المؤامرة، مما يساهم في تكريس النظرة التشاؤمية للمستقبل ويؤثر على العلاقات بين المجتمع والمؤسسات العلمية".

وبدا بلافريج من خلال هذه الفقرة وكأنه "يحاكم" بشكل علني تصريحات الأمينة العامة لحزبه حول الموضوع ذاته، والتي صدرت عنها مؤخرا خلال مشاركتها في لقاء مع طلبة المعهد العالي للصحافة والإعلام بمدينة الدار البيضاء، حيث اعتبرت أن وباء كورونا هو أحد الأوبئة "التي يخلقونها ويصنعون لها الدواء متى شاؤوا".

وفي تقاطع مع ما ورد في نص السؤال البرلماني لبلافريج، استحضرت منيب، وهي أستاذة جامعية، نظريةَ المؤامرة خلال حديثها عن هذا الموضوع، حيث أوردت أن الفيروس "صنعته دولة عظمى"، مشيرة إلى أن 80 في المائة من الأدوية المتعلقة به تصنعها الصين التي ظهر بها الوباء لأول مرة، واستندت في كلامها إلى "إثبات" باحثين لم تسمهم حول أن "فيروس كورونا مصنوع وأن دواءه صُنع قبل انتشاره".

واعتبر بلافربج في سؤاله أن ما يروج حول فيروس كورونا "يُظهر ضرورة العمل على وضع سياسات عمومية متكاملة من أجل التشجيع على الفكر العقلاني المبني على الحس النقدي، من خلال "مراجعة المقررات الدراسية بما يتلاءم مع ذلك"، بالإضافة إلى تشجيع البحث العلمي الجامعي الرصين الذي يعتمد دائما على مصادر علمية، وتوفير مناخ يضمن حرية الفكر والتعبير.

ودعا البرلماني اليساري إلى تخصيص برامج تلفزية وإذاعية تستضيف علماء متخصصين مغاربة وأجانب ذوي مصداقية لتنوير الرأي العام وتبسيط الإشكاليات والمفاهيم استنادا إلى مصادر علمية، مع تشجيع المبادرات الفردية التي تهدف إلى "تبسيط المفاهيم العلمية"، ومحاربة "الفكر الخرافي، والتفسيرات الشعبوية التي تضلل الرأس العام وتشيع معلومات تهدد أحيانا سلامة المواطنين والمواطنات".