بعد تبرع رئيسه لصندوق كورونا.. العاملون باتحاد طنجة محرومون من رواتبهم!
يعيش العاملون بفريق اتحاد طنجة لكرة القدم وضعية اجتماعية قاسية منذ الشهر الماضي وذلك بعد حرمانهم من رواتبهم وتراكم مستحقاهم العالقة في ذمة الفريق الذي لا يجيب أغلب أعضاء مكتبه المسير ومسؤوليه الإداريين على الاتصالات المتكررة للمتضررين، وذلك على الرغم من أن رئيس الفريق عبد الحميد أبرشان كان قد تبرع بمليون درهم لصالح صندوق مواجهة جائحة كورونا.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة" من داخل أسوار النادي الطنجي، فإن هذا الوضع يشمل اللاعبين أيضا الذين لم يتلقوا رواتبهم، لكن وقعه أشد على مستخدمي الفريق الذين لم يكونوا أساسا يتقاضون مستحقاتهم في موعدها، حتى إن منهم من يدينون برواتب شهور لإدارة النادي، التي "اختارت الحل الأسهل وهو إقفال الهواتف".
وتبرز معاناة المستخدمين بشكل كبير في الظرفية الراهنة نتيجة عدم قدرتهم على القيام بأي عمل مؤقت لتغطية مصاريفهم بسبب حالة الطوارئ الصحية، كما كان العديد منهم يفعلون في مراحل سابقة حين تتأخر رواتبهم، إذ توضح مصادر الموقع أن عدم صرف المستحقات في وقتها "أمر متعارف عليه في اتحاد طنجة، لكن جميع العاملين يتفادون الحديث عنه خوفا من فقدان وظائفهم".
وحسب المعلومات التي حصلت عليها "الصحيفة" فإن الأمر الأسوأ هو أن جل المستخدمين لا يملكون عقودا وغير مسجلين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ما حرمهم من الاستفادة من التعويضات المخصصة لمنخرطي الصندوق والخاصة بالفقدان المؤقت للعمل، والتي يتم صرفها من صندوق تدبير الجائحة، الذي سبق لرئيس اتحاد طنجة أن وضع فيه 100 مليون سنتيم.
وتضيف مصادر الموقع أن أبرشان "لم يعد له أي اهتمام عملي بالفريق منذ مدة طويلة، وتحديدا منذ أن أعلن استقالته قبل أن يطالبه المنخرطون بالتراجع عنها منتصف شهر نونبر من العام الماضي"، في حين أن الأسماء المتحكمة في الأمور بالفريق سواء داخل المكتب المسير أو داخل الإدارة "تتعامل مع الأمر ببرودة دم كبيرة، ولم تبد أي استعداد لحل الأزمة المالية للمستخدمين".
وصار الفريق، حسب العديد من المصادر، يعيش "تناقضا صارخا بين واقع مستخدميه وبين ما يُظهره مسؤولوه"، إذ في الوقت الذي يعيش فيه العديد من العاملين على المساعدات أو على دعم عائلاتهم، فإن المسؤولين عن هذه الوضعية يبرُزون عبر مواقع التواصل الاجتماعي "كأصحاب قلوب رحيمة، من خلال حثهم على التبرع لصالح المعوزين خلال هذه الأزمة".
غير أن مصادر "الصحيفة" توضح أن بعض مسؤولي الفريق قاموا بالفعل بمحاولات لدفع المكتب والإدارة لإيجاد حل لأزمة اللاعبين والمستخدمين، لكنهم لم يستطيعوا المضي قدما بعدما لم يتجاوب "أصحاب القرار" مع مبادراتهم، ليقوم بعضهم بجمع مساهمات شخصية تم توزيعها على بعض العاملين في بداية الأزمة.
ويعيش فريق اتحاد طنجة أسوأ موسم له على الإطلاق منذ صعوده إلى القسم الأول سنة 2015، إذ يحتل الرتبة ما قبل الأخيرة في البطولة، بالإضافة إلى معاناته من تخبط إداري وصراعات داخل المكتب المسير، حتى إن اتهامات بدأت تروج في الكواليس حول "رغبة بعض مسؤولي الفريق في إنزاله للقسم الثاني عمدا خدمة لمصالحهم الشخصية".