"حوار" بدون إجابات.. هل يعي العثماني معنى "الخرجة الإعلامية" لرئيس الحكومة؟
وجد الكثير من المغاربة، الذين تابعوا مساء أمس ظهور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني عبر القنوات الوطنية، أنفسهم يتساءلون "لماذا ظهر الرجل الثاني في هرم السلطة في المملكة؟"، وهو سؤال يجد تفسيره في كون حوار الأمس، الذي أدارته صحافية واحدة بناء على رغبة العثماني والمحيطين به، لم يحمل أي إجابات تذكر على التساؤلات الكثيرة المثارة في الشارع المغربي مع تبقي أقل من أسبوعين على انتهاء الفترة الثانية من حالة الطوارئ الصحية.
واعتقد الكثيرون أن العثماني سيضع النقاط على الحروف بخصوص العديد من المواضيع، مثل خطة الخروج من حالة الطوارئ الصحية، وقضية تعثر نحو ثلثي المقاولات المغربية، ومصير أكثر من 27 ألف مغربي ظلوا محاصرين خارج التراب الوطني بعد إغلاق المغرب لحدوده منتصف شهر مارس الماضي، غير أن اللقاء انتهى والأسئلة لا تزال معلقة.
وإذا ما استثنينا معطى تفادي المغرب لـ200 وفاة يوميا بسبب الإجراءات المتخذة في ظل حالة الطوارئ الصحية، الذي يؤكد أن المملكة تفادت كارثة كبيرة، فإن اللقاء لم يعط أي مؤشرات طمأنة حول المستقبل، فرئيس الحكومة قالها بشكل صريح "سأكون كاذبا إذا قلت إن لدينا تصورا للخروج من الأزمة الحالية، وواهم من يعتقد ذلك".
بل أكثر من ذلك، بدا أن العثماني يجهل أو يكاد ما يحصل داخل مختلف وزارات حكومته، وهو أمر يُفهم ضمنيا من جوابه على سؤال متعلق بكيفية الخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة، حيث أورد إن كل قطاع يفكر لوحده كيف ستكون عملية الإقلاع الاقتصادي بعد انتهاء الجائحة، مبرزا أن بعض القطاعات استطاعت أن تواجه هذه المرحلة "بذكاء" خاصة تلك المتعلقة بالتغذية والصيد البحري والمياه.
وكانت بعض أجوبة العثماني إعلانا صريحا عن "الفصام" القائم بين مؤسسة رئيس الحكومة وبين بعض الوزارات "السيادية"، ففي قضية المغاربة العالقين خارج أرض الوطن، جزم بعدم وجود إمكانية لعودتهم "إلى حين إعادة فتح الحدود"، وهو الأمر الذي يبدو مناقضا لتعهد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين بالخارج أمام أعضاء مجلس النواب، يوم 23 أبريل الماضي، بالعمل على إعادتهم في أسرع وقت، حتى إنه ربط الأمر بكون حقا دستوريا وبوجود اهمام ملكي بالملف.
وبالنسبة لمتابعي الشأن السياسي المغربي، بدا العثماني وكأنه "لم يطلع" على الكثير من الملفات قبل هذه الخرجة، وخاصة المتعلقة بالشأن الاقتصادي والاجتماعي، أو ربما كانت "خرجة إعلامية سابقة لأوانها"، لكن كيفما كان الحال فإن ما مر على شاشات التلفزيون المغربية أعاد مرة أخرى طرح تساؤل متكرر حول "كفاءة" الفريق الإعلامي المحيط برئيس الحكومة، وحول ما إذا كان هذا الأخير يفهم ما تنتظره وسائل الإعلام وخلفها المواطنون من حوار تلفزيوني من شخص في موقعه.