بعد تجدد الصدام مع المغرب.. رئيس الأركان الجزائري يزور روسيا وصفقات تسلح في الأفق
أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية اليوم الثلاثاء أن نائب رئيس أركان الجيش الوطني، الجنرال السعيد شنقريحة، سيزور العاصمة الروسية موسكو لمدة يومين من أجل حضور احتفالاتها بالانتصار في الحرب العالمية الثانية، غير أن مصادر دبلوماسية أكدت لـ"الصحيفة" أن الرجل الأقوى في القوات المسلحة الجزائرية سيتباحث أيضا حول صفقات تسلح.
ووفق ما جاء في بيان وزارة الدفاع الجزائرية، فإن شنقريحة تلقى دعوة من وزير الدفاع الروسي، شويغو سيرغي كوغوفيتش، للمشاركة في احتفالات الذكرى الـ75 لعيد النصر، مضيفا أن الزيارة "تندرج في إطار تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين الجيش الوطني الشعبي والقوات المسلحة لفدرالية روسيا، ستكون سانحة للطرفين من أجل تباحث المسائل ذات الاهتمام المشترك".
غير أن مصادر "الصحيفة" أوردت أن زيارة رئيس الأركان الجزائري ستمتد ليومين، سيحضر في أولهما عروض الاحتفال بعيد النصر بالساحة الحمراء فيما سيناقش في اليوم الثاني عدة قضايا حساسة مع مسؤولين في الحكومة والجيش الروسيين، على رأسها تطورات الوضع الميداني في ليببيا وصفقات أسلحة الجديدة في ظل تطور الأوضاع الأمنية في المنطقة وسباق التسلح القائم مع المغرب.
وتأتي هذه الخطوة بعد احتداد الصدام الدبلوماسي بين المغرب والجزائر مؤخرا، وذلك بعدما عادت هذه الأخير إلى طرح ملف الصحراء بقوة باعتباره قضية "تصفية استعمار"، وهو ما جاء مرار على لسان الرئيس عبد المجيد تبون انطلاقا من يوم تنصيبه، ثم في خطابه أمام قمة دول عدم الانحياز، وذلك عقب جني المغرب نقاطا متتالية في هذا الملف على المستوى السياسي، أبرزها فتح تمثيليات دبلوماسية لمجموعة من الدول الإفريقية في مدة الأقاليم الجنوبية.
لكن الصراع اتخذ بُعدا أكثر حدة مع اتخاذ المغرب إجراءات عملية لإنشاء قاعدة عسكرية في إقليم جرادة القريب من الحدود الجزائرية، وهو الأمر الذي وصته وسائل إعلام جزائرية بـ"العمل العدائي"، ورغم أن القوات المسلحة الملكية أوضحت أن الأمر يتعلق بإنشاء بنايات مخصصة لسكن الجنود إلا أن الجزائر ردت ضمنيا بإعلان تثبيت كاميرات حرارية على طول حدودها، بما في ذلك ولاية تندوف التي تضم قيادات جبهة البوليساريو الانفصالية، ومنطقة النعامة القريبة من إقليم جرادة.
وعاد التوتر الدبلوماسي بين البلدين مؤخرا بعد سحب الرباط لقنصلها العام في وهران إثر وصفه للجزائر بـ"البلد العدو"، إذ في الوقت الذي اعتقد فيه مراقبون أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تهدئة الطرفين، صدرت تصريحات عن الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية الجزائرية، محند أوسعيد بلعيد، تصف القنصل بأنه "ضابط مخابرات"، وهو ما دفع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى الرد عليها رسميا واصفا إياها بـ"السخيفة" وأضاف أن "المغرب يعبر عن امتعاضه إزاء الادعاءات الصادرة عن ممثل مؤسسة يفترض فيها أن تتحلى بحسن تقدير الأمر وضبط النفس".
وفي ظل كل ذلك، تُحسن موسكو استغلال الخلافات لصالحها، فإلى جانب كونها مزودا رئيسيا للجزائر بالأسلحة والمنظومات العسكرية، أصبحت تبحث لنفسها عن موطئ قدم في الجيش المغربي أيضا، إذ في أكتوبر الماضي زار وفد عسكري يترأسه قائد سلاح الهندسة في الجيش الروسي، يوري ستافسكي، المغربَ لبحث إمكانية توقيع صفقات بين الطرفين، ثم في نونبر الماضي عرضت روسيا على القوات المسلحة الملكية اقتناء أنظمة متطورة لرصد الطائرات الموجهة عن بعد من على مسافة 30 كيلومترا.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :