خلاف بين "الأحرار".. بايتاس ينتقد بنشعبون والأخير يرفض الرد عليه.. واستقالات داخل الفريق الإعلامي
"لا شيء طبيعي داخل الحزب". بهكذا تعليق أكد مصدر من داخل حزب التجمع الوطني للأحرار في تصريح لموقع "الصحيفة" أن الحزب أصبح يعيش على وقع صراع كبير بعد بروز أجنحة وتيارات داخل قياداته، تتصارع على المصالح.
وأكد ذات المصدر الحزبي أن هناك "حروب" وخلافات حادة داخل قياداته، ما جعل الأمر يطفو على السطح من خلال السجال الكبير الذي دار بين مصطفى بايتاس، مدير المقر المركزي للحزب، وبين محمد بنشعبون وزير الاقتصاد والمالية خلال مناقشة قانون المالية التعديلي داخل البرلمان.
ووجه بايتاس انتقادات لاذعة لمحمد بنشعبون المحسوب على حزب "التجمع الوطني للأحرار" والذي يعتبر من الأطر الكبيرة التي يعتمد عليها الحزب لتسويق صورته السياسية، وهو ما رد عليه الأخير داخل لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، حيث شكر كل النواب على تدخلاتهم إلا مداخلة واحدة التي كانت تخص زميله في الحزب، مصطفى بايتاس.
بنشعبون أكد أثناء رده على النواب بأن قال: لقد أنصت إلى كل التدخلات بإمعان واهتمام شديدين، ولا يمكنني إلا أن أنوه بالمستوى المتميز للنقاش".
وأضاف وزير الاقتصاد والمالية في رده الضمني على البرلماني ومدير الحزب الذي ينتمي إليه بأن أضاف: "غير أنه وباستثناء مداخلة واحدة لم أعرف لا سياقها ولا المغزى من مضمونها، ولن أجيب عنها".
وهو ما أظهر عمق الأزمة التي يعيشها الحزب التي بدأت الأضواء تسلط على بعض قياداته في ملفات تدبير الشأن العام، كان آخرها، تسريب معطيات تخص تأشير الطالبي العلمي أثناء تواجده على رأس وزارة الشباب والرياضة على صفقة إنشاء موقع إلكتروني بـ 250 مليون سنتيم، وهو ما اعتبر "فضيحة" بكل المقاييس، دفعت الحسن عبياية الذي تسلم الوزارة بعد الطالبي العلمي، لأن يَطلب من وزارة المالية إرسال لجنة تفتيش لمراجعة جميع صفقات الوزارة على عهد رشيد الطلبي العلمي.
وفي الوقت الذي بدأ الخلاف يبرز بين قيادات الحزب، و"التطاحن" يصبح السمة التي تميز الحزب خلال الفترة الأخيرة، أكد مصدر "الصحيفة" أن بايتاس وجه سهام نقذه إلى بنشعبون على اعتبار أنه محسوب على تيار وزير الشباب والرياضة السابق، والقيادي في ذات الحزب، الطالبي العلمي.
هذا الأخير يعتبر أن تسريب جزء من مضمون تقرير مفتشية وزارة المالية حول تمرير الطالبي العلمي، لصفقة إنشاء موقع إلكتروني للتخييم بقيمة 250 مليون سنتيم، يتحمل مسؤوليته وزير المالية، محمد بنشعبون الذي أراد بذلك إحراج العلمي، أو حسب ما أسر الأخير لمقربين منه أن هذا الأمر يُعتبر "ضربا تحت الحزام".
وفي الوقت الذي يأتي انتقاد بايتاس لبنشعبون بعد تسرب هذا التقرير الذي تضع وزارة المالية آخر الروتوشات عليه قبل إصداره رسميا، ظهرت خلافات كثيرة داخل الحزب جعلت العديد من المسؤولين على الإعلام داخل "الأحرار" يقدمون استقالاتهم خلال الأسابيع القليلة الماضية بحكم "عدم وجود استراتيجية عمل" حسب مصادر "الصحيفة".
هذا، ويبدو أن العديد من القرارات التي أصبحت تتخذ داخل الحزب أصبحت فردية دون مشاورات أو اتفاق جماعي، كما أن الخلافات بدأت تؤثر على علاقة حزب التجمع الوطني مع باقي الأحزاب بعد أن ألغى الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة لقاءه مع رئيس الحزب، عبد العزيز أخنوش، بسبب تصريحات رشيد الطالبي العلمي الذي قال في خروج إعلامي إن حزب "البام" يستحق "أمينا عاما أفضل".