منسيون لشهور.. المغرب يُدير ظهره لمئات المغاربة العالقين في سبتة
لازال المئات من المواطنين المغاربة عالقين في مدينة سبتة المحتلة، منذ أزيد من 5 أشهر، حيث يعيشون ظروفا مزرية في مخازن السلع في منطقة تراخال، خاصة في ظل الحرارة المرتفعة التي تعرفها الأجواء خلال فصل الصيف الجاري.
وقالت مصادر مقربة من عائلات العالقين في سبتة في تواصل مع "الصحيفة"، أن المئات من الأشخاص لازالوا عالقين في سبتة، بعدما أوقف المغرب عملية إجلاء العالقين من المدينة قبل عيد الفطر الماضي، مشيرين إلى أنه يعيشون وضعا نفسيا متأزما بسبب طول مدة تواجدهم في سبتة.
وأضاف ذات المصادر، أن العالقين يشعرون وكأن السلطات المغربية نسيتهم وتركتهم لحالهم يعانون ظروفا صعبة بعيدا عن أسرهم وأبنائهم، وهو الأمر الذي يزيد من معاناتهم ويُعمق آلامهم النفسية، خاصة أن لا أمل يبدو في الافق يُنذر بقرب انتهاء محنتهم.
وقال أفراد من أسر العالقين، أن السلطات الإسبانية في سبتة أخبرتهم أنها ترغب في إعادتهم وأنها بإمكانها أن تفتح معبر تراخال من أجل عودتهم، لكن المشكل أن السلطات المغربية يجب أن تقرر هي أيضا نفس القرار وتفتح المعبر من أجل انتقالهم، وهذا هو العرقلة الموجود حاليا.
وفي هذا السياق، كشفت "أوروبا بريس"، أن السلطات المحلية في مدينة سبتة المحتلة أعلنت عن رغبتها في تحمل نفقات إعادة المواطنين المغاربة العالقين في سبتة المحتلة عبر باخرة تنقلهم إلى ميناء طنجة المتوسط، وطلبت السلطات الإسبانية في مدريد لتسهيل المأمورية.
ووفق ذات المصدر، فإن السلطات المحلية في سبتة، لازالت تنتظر تفاعل السلطات الإسبانية في مدريد مع مبادرتها لإعادة العالقين المغاربة إلى ديارهم، حيث لم تتلقى إلى حدود اليوم أي رد، كما أن المغرب لم يبادر للتعبير عن رده على المبادرة.
وضعية المغاربة العالقين في سبتة أصبحت معاناة مأساوية، نظرا للمدة الطويلة التي مرت وهم لازالوا عالقين في سبتة منذ مارس الماضي، وقد دفع اليأس بعدد من الشباب المغاربة العالقين في سبتة إلى الفرار من المدينة عن طريق القفز في البحر والسباحة إلى الضفة المغربية.
وكانت السلطات المغربية قد قامت بعمليات إجلاء العشرات من المغاربة العالقين في سبتة ومليلية المحتلتين قبل عيد الفطر، إلا أنها أوقفت عمليات الإجلاء بعد ذلك دون أي أسباب واضحة، في الوقت الذي لازال المئات عالقون في المدينتين.