لتوجيهها نحو المغرب والجزائر.. حزب إسباني يضع مقترحا لدى البرلمان لاقتناء 200 صاروخ مضاد للسفن
يواصل حزب "فوكس" اليميني المتطرف، الذي يشكل ثالث أكبر القوى السياسية داخل البرلمان الإسباني، نزعته العدائية ضد جيرانه الجنوبيين وخاصة المغرب والجزائر، الذي أصبح يعتبرهما قوتين عسكريتين تهددان إسبانيا، ما دفعه إلى تقديم مقترح لمجلس النواب من أجل اقتناء 200 صاروخ مضاد للسفن سيتم توجيههما جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط.
ووضع الحزب، أمس الثلاثاء، مقترحا لدى البرلمان من أجل مطالبة الحكومة بتبني استراتيجية قادرة على الحفاظ على التفوق العسكري لإسبانيا، وذلك بإضافة 200 صاروخ بعيد المدى مضاد للسفن العسكرية من طراز AGM-158C إلى ترسانة قواتها المسلحة، مصرحا بأن الأمر يهدف إلى "حماية إسبانيا من المغرب والجزائر"، وكذا لـتقليص الخصاص في الموارد العسكرية التي تعاني منها وزارة الدفاع الإسبانية في السنوات الأخيرة".
وأوضح الحزب أن الوضع الحالي سمح بتقليص فجوة التفوق العسكري بين الجيش الإسباني والجيشين المغربي والجزائري، مشيرا إلى أن هذا الأمر أصبح يهدد مجموعة من الأراضي الخاضعة للسيادة الإسبانية من بينها مدينتا سبتة ومليلية والجزر الجعفرية وجزيرة ليلى إلى جانب جزر الكناري وجزر البليار ومضيق جبل طارق.
ويرى فوكس أن الاستجابة لمطالبه من شأنها أن تعيد "التوازن" للجيش الإسباني، والذي أصبح مختلا لصالح المغرب بعد حصول الرباط على ترسانة من الأسلحة والآليات العسكرية الثقيلة القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية، وفي مقدمتها 12 صاروخا مضادا للسفن من طرازAGM-84-L Harpoon Block II، والتي يمكن إطلاقها عن طريق سرب طائرات F 16 المكون من خمسين وحدة والتي حصل عليها سلاح الجو المغربي مؤخرا.
ومقارنة مع ذلك يرى "فوكس" أن ميزان القوة العسكرية في جزر الكناري يميل إلى المغرب حيث تملك إسبانيا 20 طائرة فقط من طراز F 18 والتي تحتاج صيانة عاجلة، وهو الأمر الذي يرتبط بالتحركات المغربية لترسيم الحدود البحرية في الأقاليم الجنوبية التي انطلقت بداية من العام الجاري، والتي سبق أن دعا الحزب اليميني المتطرف إلى مواجهتها عسكريا كونها تهدد سيادة الأرخبيل الإسباني على جزء كبير من مياه المحيط الأطلسي القريبة منه.
أما بخصوص الجزائر فيرى "فوكس" أن خطرها العسكري على إسبانيا يبرز من خلال ارتفاع ميزانية دفاعها بنسبة 157 في المائة، بالإضافة إلى تحقيق البحرية الجزائرية قفزة نوعية على مستوى الردع العسكري بعد أن أصبحت ثاني قوة بحرية في حوض البحر الأبيض المتوسط بعد الجيش الإسرائيلي القادرة على إطلاق صواريخ هجومية، معتبرا أن هذا الأمر يضع البحرية الإسبانية في وضع "حرج ومخيف".