بعد أن هدّدت إسبانيا بالاستغناء عن الغاز الجزائري.. "سونطراك" تخفض الأسعار لـ"إرضاء" مدريد وإزاحة قطر
اضطرت الجزائر إلى مراجعة أسعارها للغار الطبيعي الذي تصدره إلى إسبانيا، من أجل الاحتفاظ بعقود شركة "سونطراك" مع شركة "ناتيرجي" الإسبانية.
وبعدما هددت إسبانيا الجزائر باللجوء إلى التحكيم الدولي في خلافهما حول مراجعة عقود توريد الغاز الجزائري إلى شركة "ناتيرجي" الإسبانية، حيث طالبت مدريد بمراجعة أسعار الغاز بعد تراجع الأسعار في السوق الدولي أو إلغاء العقود نهائيا، اضطرت الجزائر إلى تخفيظ أسعار غاز "سونطراك" بعدما دخلت الولايات المتحدة الأمريكية وقطر على الخط، وأصبحتا أكبر موردين لإسبانيا، وهو ما كان يهدد حصة الجزائر في السوق الإسبانية.
وكانت مدريد قد صعدت من لهجتها ضد الجزائر بشكل مباشر في الـ 29 أبريل الماضي، خلال تقديم الحصيلة المالية لشركة ناتيرجي المعروفة سابقا بـ"غاز ناتورال فينوسا"، حيث مضت لتكليف 3 مكاتب للمحاماة متخصصة في التحكيم الدولي لتولي قضية تحكيم ضد الجزائر لتخفيض أسعار الغاز وهي "ثري كرونز-Three Crowns"، و"كينغ سبالدينغ-King & Spalding"، والمكتب الثالث هو "هاربرت سميث-Herbert Smith". حسب وسائل إعلامية دولية.
هذا الخلاف، دفع إسبانيا إلى اللجوء لاستيراد الغاز الأمريكي والروسي بحكم سعره المنخفض، وتقليص وارداتها من الغاز الجزائري، وهو ما سلطت الصحافة الإسبانية الضوء عليه حينما كتبت جريدة "الكونفيدينسيال" الإسبانية، أن "مدريد تتخلى عن حنفية الغاز الجزائري بسبب الأسعار الرخيصة للغاز الأمريكي".
وبتخفيظ أسعارها، عادت الجزائر لتصبح المورد الأول لإسبانيا من الغاز الطبيعي، بعد تراجعها خلال الأشهر الماضية لصالح موردين من أمريكا وقطر، وهو الوضع الذي يأتي بعد اتفاق مراجعة الأسعار بين "سوناطراك" و"ناتيرجي" قبل أسابيع، الذي تضمن تخفيض أسعار الغاز مقابل مرونة أكبر في الكميات المصدرة وفترة أطول للعقد الموقع بين الطرفين. حسب ما نشرته صحيفة "الشروق" الجزائرية.
ومع هذا المعطى، صدرت الجزائر لإسبانيا شهر سبتمبر 2020 بلغت 100 مليون متر مكعب، وهو ما يمثل 30.6 بالمائة من مجمل ما استوردته اسبانيا من غاز خلال الشهر ذاته.
وكانت بيانات هيئة تسيير ومراقبة مخزونات الطاقة الاسبانية "CORES" قد أظهرت قبل فترة أن قطر قد انتزعت صدارة موردي الغاز إلى اسبانيا من الجزائر لأول مرة في التاريخ، حيث مثلث صادراتها من هذه المادة إلى إسبانيا نحو 23.9 بالمائة من حاجيات هذا البلد، بينما بلغت الجزائرية نحو 22 بالمائة خلال شهر فبراير الماضي، في عز الحديث عن مراجعة أسعار عقود الغاز بين "سوناطراك" و"ناتيرجي".
وتورد الجزائري غازها إلى إسبانيا منذ ثلاثة عقود، عبر أنبوبين واحد يمر على الأراضي المغربية عبر مضيق جبل طارق والثاني يمتد من غرب الجزائر إلى شواطئ "ألميرية" جنوب إسبانيا، حيث كان الغاز بالنسبة للجزائر ورقة ضغط كبيرة وله تأثير جيوسياسي في علاقته مع إسبانيا والاتحاد الأوربي.