نشاطها يشمل المملكة وتضم مغاربة.. بولندا وإسبانيا توقعان بـ110 أشخاص ضمن أكبر شبكة مخدرات في أوروبا
عملية من العيار الثقيل تلك التي نجحت الشرطة البولندية بتنسيق مع الحرس المدني الإسباني في تنفيذها مؤخرا ضد كبار تجار المخدرات في أوروبا، والتي انتهت باعتقال 110 أشخاص من بينهم مغاربة وضبط كميات كبيرة من مختلف أصناف المخدرات بما في ذلك الحشيش القادم من شمال المغرب، والذي يطرح علامات استفهام حول المتورطين في تعبيد الطريق له طيلة السنوات الماضية.
واستطاع الأمن البولندي وشركاؤه الإسبان تتويج 16 شهرا من التحريات والمراقبة لتفكيك شبكة معقدة من عصابات الاتجار في المخدرات، والتي وصفتها بعض وسائل الإعلام بأنها "الأكبر في أوروبا"، مستندة إلى المسار المعقد الذي تتخذه عملياتها من شمال المغرب إلى إقليم الأندلس عبر مضيق جبل طارق ومن إسبانيا جنوب غرب القارة العجوز إلى بولندا في أوروبا الشرقية، والتي تطلبت دخل وكالة التعاون القضائي الجنائي الأوروبية "يوروجست" ووكالة تطبيق القانون الأوروبية "يوروبول".
وأفضت المرحلة النهائية من العملية إلى ضبط طن ونصف من بذور الماريغوانا مخصصة للغرس وأكثر من 20 ألف شتلة من المنتج المخدر نفسه بالإضافة إلى 91 كيلوغراما من الحشيش و43 كيلوغراما من الكوكايين، إلى جانب 8 قطع من الأسلحة النار وحافلة و8 شاحنات و26 سيارة، كما ضُبط في حوزة أفراد العصابة 500 ألف يورو نقدا أما الممتلكات العينية التي جرت مصادرتها فتصل قيمتها إلى 5 ملايين يورو، علما أن الموقوفين يحملون الجنسيات المغربية والإسبانية والبولندية وبلغارية، جرى اعتقالهم من خلال مداهمات وعمليات ميدانية وسط الشارع العام.
وبدأ اكتشاف خيوط هذه الشبكة في شتنبر من سنة 2019 عندما توصل الحرس المدني الإسباني بمعلومات عن وجود منظمة مستقرة بمنطقة مالقة جنوب البلاد، تنشط في تهريب المخدرات من إسبانيا إلى بولندا، لتقود التحقيقات إلى مجموعة من البولنديين الذين يعيشون حياة الرفاهية في بلدة "إستيبونا" غير بعيد عن جبل طارق، والذين اتضح أن لهم ارتباطات بمهربي الممنوعات مغاربة وإسبان.
وأوصلت التحريات المشتركة بين الشرطة البولندية والحرس المدني الإسباني إلى اكتشاف العصابة الرئيسية في الشبكة والتي يتزعمها شخص بولندي وتعتمد ترتيبا هرميا صارما، والتي كانت لم تكن تعمل على نقل المخدرات من المغرب فقط عن طريق البحر، بل أيضا توفرت على مزارع للماريغوانا فوق التراب الإسباني وكانت تملك مستودعات ومقرات لإدارة عملياتها في غرناطة وقادش وفالينسيا بالإضافة إلى مالقة.
وأظهرت المعلومات الأمنية الأولى بخصوص العملية أن نقل المخدرات عبر أوروبا كان يتم عبر حافلات وشاحنات وسيارات تتوفر على أرضية مزدوجة معدة باحترافية ويقودها أشخاص يجري اختارهم بعناية، لكنها لم تكشف الكثير من المعطيات بخصوص كيفية نقل المخدرات من المغرب إلى إسبانيا، رغم أن الوكالتين الأوروبيتين "يوروجيت" و"يوروبول" تحدثتا عن تسجيل 78 عملية دخول مشبوهة إلى المقاطعات المعنية.