بعد محاولة الجزائر استمالة الكونغو الديمقراطية.. بوريطة يستقبل المستشار الخاص للرئيس
أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الاثنين بالرباط، مباحثات مع فرانسوا بيا، المستشار الخاص لرئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية في مجال الأمن.
وتأتي هذه المباحثات عقب رسالة الملك محمد السادس إلى الرئيس الكونغولي، فيليكس تشيسكيدي، والتي سلمها له الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، محسن الجزولي، شهر دجنبر الماضي.
وتباحث المسؤولان، خلال هذا اللقاء، حول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها أكثر، كما تطرقا إلى التحديات الأمنية في المنطقة والقارة الإفريقية، وذلك في سياق متسم بالخطر الإرهابي.
ويأتي هذا اللقاء عشية بداية ولاية الرئيس الكونغولي، فيليكس تشيسكيدي، على رأس الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي، حيث يخلف نظيره الجنوب إفريقي، سيريل رامافوزا.
ويبدو أن "التنافس" المغربي الجزائري، بدا على أشده لـ"ربح" موقف الكونغو الديمقراطية، التي ستتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي، خلفا لجنوب إفريقية، وهو ما جعل وزري الخارجية الجزاذري، صبري بوقادوم، يلتقي الثلاثاء الماضي، برئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيدي، تأهبا للقمة الإفريقية المنتظرة شهر فبراير الجاري، والتي ستُعقد بمقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا الإثيوبية تحت رئاسة كونغولية.
غير أن هذا اللقاء لم يسفر عن استصدار أي موقع معادي للوحدة الترابية للمغرب، كما كان تعمل عليه الجزائر، التي رغب وزير خارجيتها في الدفع بكينشاسا للتراجع عن اعترافها بمغربية الصحراء.
ومعلوم أنه في 19 دجنبر 2020 أصبحت جمهورية الكونغو الدولة رقم 19 التي تفتتح قنصلية لها بالأقاليم الصحراوية وذلك بعد تدشين مقر بنايتها القنصلية في مدينة الداخلة بحضور وزيرة الخارجية الكونغولية ماري تومبا نزيزا ونظيرها المغربي ناصر بوريطة، وقبلها بأيام، وتحديدا يوم فاتح دجنبر، بعث الملك محمد السادس للرئيس الكونغولي رسالة سلمها له الوزير المنتدب لدى وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، محسن الجازولي، تمهيدا لخطوة افتتاح القنصلية.
لكن الرهان الأكبر الذي تعول فيه الرباط على "كينشاسا"، وفق معطيات حصلت عليها "الصحيفة"، هو دعمها في خطتها لتمرير تعديلات على ميثاق الاتحاد الإفريقي بما يسمح بمناقشة مقترح إضافة مواد تسمح بطرد عضو من المنظمة، وهو الأمر الذي يدخل اختصاص الموافقة على طرح ضمن صلاحيات الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، وعندها سيعول المغرب على الكونغو الديمقراطية مرة أخرى إلى جانب 36 بلدا آخر للتصويت على قبول المقترح بأغلبية الثلثين، ومباشرة عقب ذلك سيجري اقتراح إسقاط العضوية عن "جمهورية البوليساريو".
وتعي الجزائر جيدا هذا الأمر، لذلك لا يكاد وزير خارجيتها يستقر داخل حدود بلاده قليلا حتى يقوم برحلة جديدة صوب إحدى الدول الإفريقية، إذ سبق أن قام بجولة مكوكية في جنوب القارة بغية حشد الدعم للجبهة الانفصالية، لكن بلدا واحدا أعلن عن قبول التنسيق معه، ويتعلق الأمر بجنوب إفريقيا، أما في حالة جمهورية الكونغو فلم تعلن حتى قبولها بمناقشة هذا الاحتمال.