تناقضات صارخة.. صحيفة "إلباييس" تُبرر سبب تراجعها عن ربط شركة "إنديتيكس" الإسبانية بفاجعة معمل طنجة
بعد الضجة التي أثارتها صحيفة "إلباييس" بحذفها لفقرة في تقرير لها حول فاجعة معمل طنجة، والتي تحدثت فيها عن أن المغرب هو المزود الرئيسي للشركة الإسبانية العملاقة "إنديتيكس" بمنتوجات النسيج، في تلميح إلى احتمالية أن يكون معمل طنجة واحدا من عدد من المعامل الموجودة في المدينة التي تُصدر منتوجاتها إلى تلك الشركة، اضطرت إلباييس إلى الخروج بتوضيح يُبرر سبب حذفها لتلك الفقرة.
وقالت "إلباييس" في تبيريرها الذي جاء بعد الضجة الكبيرة، وبعد رسالة أرسلها موقع "الصحيفة" إلى الجريدة مطالبا بتفسير حول سبب حذفها للفقرة، (قالت) " في نسخة سابقة من هذا الخبر، أشير إلى أن المغرب هو المورد الرئيسي لشركة إنديتكس. تم حذف هذه الإشارة ليس فقط لأنها كانت خطأ، باعتبار أن المغرب ليس المورد الرئيسي للمجموعة، ولكن أيضًا لأن الحادثة لا تتعلق بشركة Inditex. وقد تم الحكم على هذه الإشارة بعد عملية التحرير، بأنها غير مناسبة وفي غير محلها".
هذه الفقرة التبريرية من صحيفة إلباييس، تمت إضافته في أسفل التقرير المعني الذي لازال منشورا على الموقع تحت عنوان " مصرع على الأقل 28 عاملا بالصعق الكهربائي في معمل سري بطنجة جراء تسرب مياه الأمطار"، وقد وضعته في إطار بلون أصفر، لتنبيه القراء لسبب حذفها للفقرة التي أشارت فيها إلى علاقة شركة إنديتيكس الإسبانية بمعامل النسيج في طنجة.
الصحيفة الإسبانية المذكورة، لم تكتف بهذا التبرير، بل أعدت روبورطاجا أخر، نشرته يوم أمس الأربعاء تروي فيه تفاصيل فاجعة معمل طنجة على لسان عدد من المصادر، ومن الإشارات التي جاءت في الربورطاج والتي يُمكن فهمها على أنها محاولة لنفي وجود أي علاقة بين شركة إنديتيكس ومعمل الفاجعة، هو ما قالت الصحيفة بأنه "لا أحد يعلم لحد الآن أين تذهب الملابس التي كان يتم إنتاجها في هذا المعمل"، مضيفة على لسان أشخاص يعملون في قطاع النسيج بالمغرب، أنه من المحتمل أن منتوجات معمل الفاجعة كانت تذهب لشركات متعددة الجنسيات.
ويتضح أن صحيفة "إلباييس" اضطرت لحذف الفقرة التي تربط شركة إنديتيكس بمعمل طنجة، تحت الضغط، حيث يوجد تناقض في تبريرها والربورطاج الذي أنجزته، فهي في التبرير تقول بأن الحادثة لا علاقة لها بمعمل طنجة، دون أن تقدم أي دليل على ذلك، وفي الربورطاج تنفي معرفتها بوجهة الملابس التي كان يتم إنتاجها في معمل الفاجعة، وهنا يبزغ السؤوال، مادام أن الصحيفة لا تعرف وجهة تلك الملابس التي كانت تُنتج في مع طنجة، من أدراها بأن لا تكون شركة إنديتيكس واحدة من الشركات التي تتوصل بتلك المنتوجات؟
كما أن نفي أي علاقة لشركة إنديتيكس بالمغرب وبحادثة فاجعة طنجة، يبدو غير عقلانيا وفق عدد من المتتبعين، فعلاقة شركة إنديتيكس بمعامل النسيج في المغرب، وخاصة في طنجة معروفة، وقد سبق أن خرجت المنظمة العالمية غير الحكومية "Clean Clothes Campaign" ببلاغ تتهم فيه الملياردير الإسباني أمناسيو أورتيغا الملك لشركة النسيج Indetix وعلامةZARA التجارية للملابس، باستغلال العاملات المغربيات في معامله بالمغرب.
وجاء اتهام هذه المنظمة لأمناسيو أورتيغا عقب دراسة أعدتها حول وضعية العاملات المغربيات في معامل شركة Indetix في المغرب، حيث كشفت بأنهن يعشن ظروفا قاسية ويتقضين أجورا لا تتعدى 178 أورو في الشهر، ويشتغلن أزيد من 65 ساعة في الأسبوع.
وكشفت الدراسة بأن شركة Indetix تستغل تكلفة الإنتاج الرخيصة في المغرب مقارنة بما هو معمول به في أوربا، وتفرض على العاملات الاشتغال لساعات طويلة، بالإضافة إلى تشغيلها للعاملات القاصرات بدون عقود عمل وبمقابل مادي لا يتعدى 4 دراهم للساعة.
وأشارت المنظمة المذكورة، أن 10 بالمائة من مجموع ما تنتجه شركة Indetix من النسيج عبر العالم يتم إنتاجه في المغرب، وتحتضن العديد من العلامات التجارية التي تعتمد على هذه الشركة، ومنها ZARA وMassimo Dutti وPoll & Bear، وهو الأمر الذي يتناقض مع تبرير "إلباييس".