كما يَخوضها ضد المغرب.. رئيس أركان الجيش الجزائري: حروب الجيل الجديد تنبني على الدعاية للتأثير على "الإدارك الجماعي"
لم يخف رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، التأكيد على أن "حروب الجيل الجديد تقوم على الدعاية"، وذلك أثناء إشرافه على افتتاح أشغال ملتقى وطني يناقش هذا الموضوع، اليوم الأربعاء.
وأكد رئيس أركان الجيش الجزائري الذي تخوض بلاده "حربا" إعلامية وديبلوماسية غير مسبوقة ضد المغرب منذ 13 نونبر الماضي، عندما تدخلت القوات المسلحة الملكية لإعادة فتح المعبر الحدودي "الكركرات" الذي يربط المغرب مع موريتانيا وعمقه الإفريقي، (أكد) في كلمة له أن "حروب الجيل الجديد تستهدف المجتمعات، وتقوم على الدعاية والدعاية المضادة من خلال تبني استراتيجية التأثير على الإدراك الجماعي".
وشدّد المتحدث حسب ما نقلته وسائل إعلام جزائرية، على أن "التداعيات المحتملة على أمن واستقرار أوضاع بلادنا جراء تدهور الأوضاع الأمنية في المحيط الإقليمي والمحاولات والمتكررة لضرب الانسجام الاجتماعي تفرض على الجميع تعزيز أواصر الوحدة الوطنية".
يأتي ذلك، في الوقت الذي سخّرت الجزائر كل امكاناتها الديبلوماسية والإعلامية ضد المغرب، ووفرت آلة دعائية كبيرة لجبهة البولييساريو الانفصالية للحديث عن "حرب مفترضة" بمنطقة الصحراء، حيث وصلت الجبهة للبلاغ العسكري رقم 104 الذي تتحدث فيه عن "خسائر مادية وبشرية مفترضج" في صفوف الجيش المغربي.
في هذا السياق خرجت المؤسسة العسكرية الجزائرية، الأحد الماضي، بيان رسمي تتهم فيه المغرب بـ"تسخير جهلة" لمهاجمة الجزائر واصفة المملكة بـ"نظام المخزن الصهيوني".
وضمن نفس سِياق ما وصفه شنقريحة في ندوته اليوم بـ"حروب الجيل الجديد التي تقوم على الدعاية"، أكد بيان الجيش الجزائري، أن "أبواق الفتنة" يروجون عبر صفحاتهم الالكترونية التحريضية "أخبارا عارية من الصحة" مفادها أن المؤسسة العسكرية تستند في نشاطاتها وعملياتها الداخلية والخارجية إلى أجندات وأوامر تصدر عن جهات أجنبية.
وأفاد نفس البلاغ، بأن الجيش الوطني الشعبي بصدد إرسال قوات للمشاركة في عمليات عسكرية خارج الحدود الوطنية تحت مظلة قوات أجنبية في إطار مجموعة دول الساحل الخمس (G-5 Sahel)، هو أمر "غير وارد وغير مقبول"، متهمة المغرب الذي وصفته بنظام "المخزن المغربي الصهوني" بتسويق مثل هذه الأخبار حيث أكد البلاغ أنّ ما تم تداوله هو "دعاية لا يمكن أن تصدر إلا من جهلة يعملون بأوامر من مصالح نظام المخزن المغربي والصهيونية".
وجاء بلاغ الجيش الجزائري متهما المغرب بـ"ترويج أخبار زائفة"، هذا مع العلم أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، هو من كان قد أعلن عن مشاركة الجزائر وكذا المغرب في قوات الساحل التي تحارب الجماعات المتطرفة، وتسخر فرنسا لذلك 5100 عنصر من قواتها في هذه المناطق الغنية باليورانيون والمعادن النفيسة، وكذا بالجماعات الجهادية التي كبّدت القوات الفرنسية خلال الشهور الماضية الكثير من الخسائر.
وتأتي تصريحات قائد أركان الجيش الجزائري عن "حروب الجيل الجديد التي تقوم على الدعاية" والتي تخوضها فعليا الجزائر وجبهة البوليساريو ضد المملكة المغربية، في الوقت الذي سبق لوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أن اعتبر أن الجزائر تسخر كل مؤسساتها على ملف الصحراء المغربية، وكأنها "القضية الأولى للجزائريين".
واعتبر بوريطة أن الجزائر تشتغل على ملف الصحراء، وتعتبره قضيتها الوطنية الأولى، حيث جميع مؤسسات الدولة همها الأوحد هو هذا الملف، من برلمان وأحزاب ووكالة أنباء ومؤسسة عسكرية، بل وحتى المساجد تم توظيفها في هذه القضية.
واستغرب بوريطة من ترك كل ملفات الجزائريين واستنزاف كل الجهد لمعاكسة المغرب في ملف الصحراء، واعتباره قضية وطنية، حيث عدّد وزير الخارجية المغربي ما يقارب الخمسين تصريحا وبيانا خلال المدة الأخيرها كلها ضد المغرب، من بيانات المؤسسة العسكرية إلى وزارة الخارجية الجزائرية إلى الأحزاب السياسية، بل وحتى خطب المساجد تم توظيفها لذلك، وهو ما يضع الجزائر في الصورة الحقيقة لهذا الصراع، يقول بوريطة.
وأكد وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن كل هذا الجهد الذي تبدله الجزائر يسائلها داخليا وخارجيا عن دورها في هذا الملف، وهي التي تدعي أنها ملاحظ، وعن غير معنية بملف الصحراء، إذ لم تعبىء الجزائر هذا الجهد في أي قضية إقليمية أخرى، أو تزاع في العالم حتى في الدفاع عن فلسطين لم تفعل ذلك. يقول بوريطة.