على خلاف الغنوشي.. قيس سعيد يدعو لإحياء اتحاد المغرب العربي بدوله الخمسة
دعا الرئيس التونسي، قيس سعيد، خلال ندوة صحفية أجراها عقب وصوله إلى العاصمة الليبية طرابلس ولقائه برئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، أمس الأربعاء، إلى إحياء نشاط اتحاد المغرب العربي، الذي يضم المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا.
وقال قيس سعيد في هذا السياق بأننا "سنعمل معا على أن يعود اتحاد المغرب العربي لسالف نشاطه باجتماع جديد للدول المكونة له على مستوى وزراء الخارجية، وعلى مستوى القمة". الأمر الذي يشير إلى احتمالية عقد لقاء يجمع وزارء خارجية بلدان المغرب العربي، بهدف دراسة إمكانية إحياء الاتحاد.
وأضاف قيس سعيد قائلا "أنا على يقين أن شعوبنا تقاربت عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وتتفاعل فيما بينها عن طريق هذه الوسائل وتتقاسم الافكار والرؤى وتتقاسم الأحلام، وبالتالي سنكون مع موعد مع شعوبنا وشبابنا أو لنقل شعبنا الواحد، للخروج من الوضع الذي تردينا فيه منذ سنوات".
وأشار سعيد إلى أن بلدان المغرب العربي تتوفر على إمكانيات هائلة، ويُمكنها في حالة إذا تعاضدت أن تُخرج المنطقة من الأوضاع المتردية، معبرا عن تفاؤله بتكاثف الجهود وتعاضدها مستقبلا لأن حسب تعبيره "نوايانا حسنة"، قبل أن يضيف هناك الكثير من العقود والاتفاقات التي تم إبرامها لكن للأسف لم يتم تنفيذها، مؤكدا على "أننا سنعمل على إحيائها وتطويرها".
وتأتي هذه الدعوة من قيس سعيد، على بعد أسابيع من تصريح مثير للجدل أطلقه، راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة التونسي الذي يشغل منصب رئيس البرلمان، عندما دعا لتأسيس مغرب عربي مكون من 3 بلدان فقط، هي تونس والجزائر وليبيا، مستثنيا المغرب وموريتانيا، وهو التصريح الذي أثار سخط عدد كبير من المغاربة وحتى الموريتانيين.
ووما زاد من سخط المغاربة، هو قيام رئيس حركة مجتمع السلم الجزائري، عبد الرزاق مقري، الذي رحب بتصريح الغنوشي، واقترح إضافة موريتانيا لهذا الاتحاد مع الإبقاء على إقصاء المغرب، مدعيا أن إقصاء المغرب مرده لقيام الأخير بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وجلبه للصهاينة إلى "باب البيت".
هذا وتجدر الإشارة إلى أن اتحاد المغرب العربي، هو اتحاد تم الإعلان عن تأسيسه في سنة 1989 بمدينة مراكش المغربية، بقيادة الملك المغربي الراحل، الحسن الثاني، ويضم البلدان الخمسة، المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا.
وكانت فكرة الاتحاد تنصب نحو توحيد البلدان الخمسة في إطار وحدة مغاربية تحقق التطور والتقدم لجميع البلدان الخمسة في كافة المجالات، إلا أن ذلك لم يتحقق بسبب العديد من العراقيل والخلافات، من بينها الخلاف المغربي والجزائري في قضية الصحراء، حيث تتعنت الجزائر عن طريق دعم جبهة البوليساريو الإنفصالية لإقامة جمهورية صحراوية في جنوب المغرب.
ولم تُعقد أي قمّة على مستوى قادة الاتحاد منذ قمة 1994 التي استضافتها تونس إلى غاية اليوم، رغم تجدد مطالب إحياء الاتحاد بين الحين والأخر.