المغرب وحده "أجَّل" استقبال وزير الخارجية الموريتاني.. ومصدر للصحيفة: "لم يكن هناك ما يُقال"!
لم تكن الرسالة التي سلمها وزير خارجية نواكشوط، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يوم أمس الأحد إلى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، هي الأولى التي يتوصل بها زعيم دولة مغاربية من الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، إذ قبل ذلك كان كل من الرئيس التونسي قيس سعيد، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، ليكون المغرب بذلك الدولة الوحيدة التي "أجلت" تسلُّم هذه الرسالة.
وكان من المنتظر أن يكون المغرب أول بلد مغاربي يتسلم رسالة من الرئيس الموريتاني، بعدما كانت رحلة الوزير ولد الشيخ أحمد إلى الرباط مقررة يوم 31 مارس 2021، أي قبل رحلته إلى تونس يوم 2 أبريل وقبل وصوله إلى ليبيا يوم 3 أبريل، ثم قبل أن يسلم الرسالة إلى الرئيس الجزائري يوم 4 أبريل، غير أن رحلته إلى المغرب، التي كان من المفترض أن يوصل خلال رسالة الرئيس الموريتاني الخطية مباشرة إلى الملك محمد السادس، جرى الإعلان عن تأجيلها خلال اليوم المحدد لوصوله.
ووفق منابر إعلامية موريتانية، فإن "التدابير الصحية المشددة المتخذة لمواجهة جائحة كورونا" كانت وراء تأجيل الزيارة، لكن هذا التأجيل يأتي أيضا مباشرة بعد استقبال الرئيس ولد الغزواني بالقصر الرئاسي في نواكشوط، لأحد قياديي الصف الأول في جبهة "البوليساريو" الانفصالية، ويتعلق الأمر بالبشير مصطفى السيد الذي يحمل صفة مستشار زعيم الجبهة المكلف بالشؤون الصحراوية، والذي يوصف أيضا بـ"جلاد البوليساريو" نظرا لاتهامات التعذيب التي تلاحقه من طرف صحراويين وموريتانيين، والتي أدت لمتابعته قضائيا في إسبانيا.
ومنذ الإعلان عن تأجيل هذه الزيارة، لم يصدر عن الرباط أو نواكشوط أي إعلان رسمي عن موعدها الجديد كما لم يُعلن عن أي نشاط رسمي مشترك بين المملكة وجارتها الجنوبية، وتزامنا مع ذلك علقت مصادر مغربية لـ"الصحيفة" بعد قرار التأجيل قائلة: "لم يكن هناك ما يقال"، في إشارة تحمل الكثير من التأويلات السياسية بعيدة عن مبررات إلغاء زيارة وزير الخارجية الموريتاني إلى الرباط التي بُررت بوجود "ظروف طارئة فرضتها الجائحة".
في سياق مرتبط، أكد مصدر مغاربي لـ "إيلاف المغرب" عن مضمون رسالة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني للعاهل المغربي الملك محمد السادس، التي كان يعتزم وزير خارجيته اسماعيل ولد الشيخ أحمد تسليمها له الأربعاء الماضي.
وحسب نفس الموقع، فإن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الموريتاني لمجموعة من الدول المغاربية ضمنها الجزائر وليبيا تدخل في إطار "حملة نواكشوط لدعم ترشيح الدكتور سيدي ولد سالم، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتقنيات الاتصال والاعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة، لمفوضية التربية والعلوم والتكنولوجيا والابتكار في الاتحاد الافريقي"، وأن سبب زيارته إلى المغرب كانت تتعلق بهذا الموضوع.
ونفى المصدر ذاته، جملة وتفصيلا أن يكون مضمون رسالة الرئيس ولد الشيخ الغزواني إلى العاهل المغربي يتعلق بطرح وساطة بين المغرب وجبهة البوليساريو كما روجت بعض وسائل الإعلام المقربة من الجزائر والجبهة الانفصالية.
وبعيدا عن كل هذه المعطيات الغير رسمية لتأجيل زيارة وزير الخارجية الموريتاني إلى المغرب،، فإن هناك تقارب كبير طبع العلاقات بين نواكشوط والرباط خلال الأشهر الماضية، خصوصا بعد تواصل الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني ولد الشيخ الغزواني هاتفيا، يوم 20 نونبر 2020، وخلال محادثتهما عبرا عن "ارتياحهما الكبير للتطور المتسارع الذي تعرفه مسيرة التعاون الثنائي، وعن رغبتهما الكبيرة في تعزيزها والرقي بها، بما يسمح بتعميق هذا التعاون بين البلدين الجارين وتوسيع آفاقه وتنويع مجالاته"، وفق بلاغ للديوان الملكي، والذي تحدث أيضا عن اتفاق قائدي البلدين على تبادل الزيارة فيما بينهما.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :