استقطب أبرشان "ومن معه" وترك الزموري وحيدا.. أخنوش يحدث "زلزالا" سياسيا في طنجة ويقرب العمودية من حزبه

 استقطب أبرشان "ومن معه" وترك الزموري وحيدا.. أخنوش يحدث "زلزالا" سياسيا في طنجة ويقرب العمودية من حزبه
الصحيفة – حمزة المتيوي
الخميس 8 أبريل 2021 - 23:34

بلغة كرة القدم، قد تجوز تسمية ما فعله عزيز أخنوش، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، في طنجة بـ"الهاتريك"، فالوزير الراغب في ترؤس الحكومة المقبلة وفي تسيد الانتخابات الجماعية خاصة في المدن الكبرى، نجح في استقطاب عبد الحميد أبرشان، رئيس فريق اتحاد طنجة لكرة القدم ومجلس عمالة طنجة - أصيلة إلى صفوفه، وبذلك استطاع ضرب 3 عصافير بحجر واحد، فمن جهة ضمن تقريبا منصب العمودية، ومن جهة ثانيا أعاد التوافق إلى حزبه محليا، ومن جهة ثالثا أزاح أحد أبرز خصومه عن طريق السباق الانتخابي بمدينة البوغاز.

ولا يمكن تصنيف "التعاقد" الجديد لأخنوش في خانة "الانتقالات" الانتخابية العادية، إذ للقصة عدة جوانب لا تخلو من إثارة، أنهت علاقة أبرشان بحزب الاتحاد الدستوري الممتدة طيلة 22 عاما وأنهت معها ارتباطه الوثيق بالأمين الجهوي لحزب الحصان والبرلماني الأقدم بطنجة، محمد الزموري، وذلك بعدما أبدى أبرشان، خلال الشهور الماضية إصرارا على الوصول إلى رئاسة المجلس الجماعي لطنجة، لكنه اكتشف أن الزموري قد بدأ بالفعل التنسيق مع التجمعيين لدعم مرشحهم مقابل حصوله على موقع متقدم في مكتب مجلس الجهة المقبل.

ووفق ما علمته "الصحيفة" من مصادر سياسية، فإن القصة بدأت قبل بضعة أسابيع، حين تواصل أخنوش مع أبرشان للانضمام إلى حزبه والترشح بشعار "الحمامة" في الانتخابات المقبلة، لكن الأخير اعتذر بسبب التزامه الحزبي وعلاقته بالزموري، في وقت كان فيه الاثنان يعملان على استقطاب مجموعة من الوجوه الانتخابية إلى حزب الحصان لتحويله إلى معادلة صعبة في انتخابات 2021، وهو ما نجحوا فيه بالفعل على حساب حزبي التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة.

لكن ما قلب الأمور رأسا على عقب، هو وصول أنباء لمسامع أبرشان تؤكد اتفاق الزموري مع التجمعيين لدعم مرشحهم لعمودية طنجة بعد الانتخابات والتحالف معا لتشكيل مجلس الجهة، وهو ما أغضب الأول ودفعه لتطبيق المثل المغربي القائل "تغذى بيه قبل ما يتعشى بيك"، فامتنع عن التواصل مع زملائه في الاتحاد الدستوري طيلة 10 أيام وانتقل إلى الرباط لإتمام "صفقة" انتقال جديدة، لا علاقة لها هذه المرة فنادي اتحاد طنجة الذي يرأسه، وإنما بالتحاقه هو بحزب التجمع الوطني للأحرار.

وبقي أمام خروج الاتفاق إلى العلن حاجز واحد، وهو الوعد الذي قطعه أخنوش للمستشار البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، يوسف بنجلون، بدعمه للوصول إلى عمودية طنجة مقابل عودته إلى حزب "الحمامة"، وهو الأمر الذي بدا تجاوزه خينا جدا، إذ لم يجد بنجلون أي مشكلة في التنازل لأبرشان الذي تجمعه به صداقة متينة، مقابل احتفاظه بمنصبه رئيسا لغرفة الصيد البحري المتوسطية، إلى جانب دعمه للوصول إلى مجلس المستشارين مرة أخرى.

وكان لظهور أبرشان رفقة أخنوش والمنسق الجهوي للتجمع الوطني للأحرار بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، رشيد الطالبي العلمي، في صورة واحدة يوم أمس الأربعاء، وقع الزلزال في أوساط الدستوريين، ويقول مقربون من أبرشان إن الاتصالات الهاتفية لم تتوقف إلى حدود اليوم الخميس، لكن الأخير ظل يرفض الرد عليها بعدما حسم أمره، فالزموري يعلم أن صديقه السابق لن يذهب وحده وإنما سيأخذ معه العديد من الوجوه الانتخابية سواء القديمة أو التي انضمت لحزب الحصان مؤخرا، الشيء الذي أضحى يهدده بكارثة انتخابية.

وبنسبة كبيرة، بدأت الصورة تتضح بخصوص الخارطة الانتخابية لحزب التجمع الوطني للأحرار بطنجة بعد التحاق أبرشان، وفي الوقت نفسه خبت حدة الصراعات الداخلية بعد أن عرف كل من القياديين المحليين دوره وموقعه المستقبلي، لكن الخاسر الأكبر من اللعبة كان هو حزب الاتحاد الدستوري الذي سيخرج خاوي الوفاض لو استمر الأمر على ما هو عليه، بعدما كان قبل بضعة أسابيع فقط الوجهة المفضلة للكثير من السياسيين.

 الجزائر.. وأزمة هُوية سَحيقة

انحدر النظام الجزائري إلى حفرة عميقة من التاريخ للبحث عن هوية مفقودة، يبني بها شرعيته كنظام قتل 250 ألف جزائري في العشرية السوداء (2002-1991). وهو ذات النظام الذي يبحث، أيضا، ...

استطلاع رأي

من تُرشح ليكون أفضل لاعب مغاربي لسنة 2024؟

Loading...