في تدوينة له.. الزعيم الكتالوني كرلس بدجمون للمغرب: اعلموا أن إسبانيا لا تفي بوعودها أبدا
دخل الزعيم الكتالوني، كرلس بودجمون، المطالب بإنفصال كتالونيا عن إسبانيا، على خط القضية التي خلقت أزمة كبيرة بين المغرب وإسبانيا في الأيام الأخيرة، والتي تتعلق باستضافة إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، وما خلفته هذه الخطوة من رد فعل مغربي غاضب.
ونشر الزعيم الكتالوني تغريدة على حسابه الرسمي بموقع تويتر، يُعلق فيها على تقرير لصحيفة "يابلادي" المغربية التي أبرزت فيه كيف ضحّى المغرب بعلاقاته الجيدة مع كتالونيا في سبيل كسب ود إسبانيا، حيث كتب "أصدقائي الأعزاء في المغرب، اعلموا أن إسبانيا لا تفي بوعودها أبدا، ولا يجب أن يكون الدفع مقدما".
وقصد كرلس بودجمون، من خلال تغريدته هذه، أنه بالرغم من المبادرات الودية التي كان المغرب قد أقدم عليها لصالح إسبانيا في قضية انفصال كتالونيا، إلا أن ذلك قُوبل بالطعن من طرف الجارة الإسبانية، التي استضافت زعيم انفصاليي جبهة البوليساريو التي تنازع المغرب على أقاليمه الصحراوية.
وأضاف بودجمون، بأن الدفع لا يجب أن يكون مقدما في مثل هذه القضايا، في إشارة إلى أن المغرب كان سباقا لدعم إسبانيا في قضية انفصال كتالونيا، دون أن ينتظر مقابلا على ذلك، وهو ما كان يجب على المملكة المغربية أن تفعله، حيث أن ذلك الدعم ذهب سودا الآن بسبب المواقف الإسبانية المعادية لسيادة المغرب.
ولازالت قضية استضافة إسبانيا لزعيم البوليساريو المريض، ابراهيم غالي، داخل حدودها، تثير الكثير من الأزمات مع المغرب، حيث تلوح في الأفق العديد من المشاكل، خاصة أن مصادر كشفت لموقع "الصحيفة"، بأن المغرب يتجه إلى تخفيض تعاونه الأمني والاستخباراتي مع جارته، كرد فعل على ذلك.
كما أن المغرب لم يخف رفضه لما أقدمت عليه إسبانيا بتنسيق مع الجزائر، حيث أصدرت وزارة الخارجية المغربية، أمس الإثنين، بلاغا عبرت فيها عن أسفها لإقدام إسبانيا على استضافة زعيم البوليساريو دون علم المغرب، وهو ما يتعارض مع علاقات حسن الجوار.
وكانت هذه القضية قد تفجرت بعدما نشرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، خبرا تواجد زعيم البوليساريو في أحد المستشفيات الإسبانية لتلقي العلاج من مرض السرطان الذي يعاني منه في جهازه الهضمي، وأشارت إلى أن غالي دخل التراب الإسباني بجواز سفر جزائري وتحت هوية مزورة، وعلى متن طائرة جزائرية خاصة تابعة للرئاسة.
ووفق مصادر مطلعة لـ "الصحيفة"، فإن المخابرات المغربية هي التي رصدت دخول غالي إلي إسبانيا، وقامت بتسريب المعلومة إلى المجلة الفرنسية التي أخرجتها إلى العلن، لتنطلق بعد ذلك أزمة ديبلوماسية بين المغرب وإسبانيا لازالت تبعاتها تتواصل يوما بعد يوم.
وأشارت ذات المصادر، أن الجزائر وإسبانيا كانا ينويان إدخال ابراهيم غالي للعلاج سرا، إلا أن هذا التنسيق لم ينجح، الأمر الذي اعتبره متتبعون فشلا استخباراتيا كبيرا.
ويُعتبر ابراهيم غالي "مجرم حرب" حسب النظام القضائي الإسباني، حيث صدرت في حقه مذكرة اعتقال لتورطه في جرائم مضادة لحقوق الإنسان، تتعلق بالتعذيب والاغتصاب.