انسحب من الانتخابات الرئاسية الإسرائيلية وتذكر طفولته في المغرب.. هل يمهد عمير بيريتس للاستقرار بالمملكة؟
أعلن عمير بيريتس، وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي، تراجعه عن الترشح للانتخابات الرئاسية الإسرائيلية وقراره الابتعاد عن العمل السياسي، حيث أورد زعيم حزب العمل السابق المزداد في المغرب أنه "سيخصص مزيدا من الوقت لعائلته" بالإضافة إلى توجهه نحو "آفاق جديدة" مسترجعا طفولته في المملكة ومساره السياسي، الأمر الذي يطرح إمكانية استقراره بالمغرب الذي سبق أن تحدث عن استمرار ارتباطه به عقب الإعلان عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب.
وقال بيريتس في تدوينة نشرها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إنه لن يترشح لمنصب رئيس إسرائيل خلفا لرؤوفين ريفلين بعد انتهاء ولاية هذا الأخير خلال السنة الجارية، وهو القرار الذي جاء بعد أن فضل أيضا عدم الترشح لانتخابات الكنيسيت السابقة لأوانها في 23 مارس الماضي، بعدما كان العضو صاحب أطول مدة انتدابية في المؤسسة التشريعية العبرية.
وأورد بيريتس "عندما أنتهي من منصبي الحالي سأتجه صوب آفاق جديدة وسأخصص المزيد من الوقت لعائلتي المقربة، وهو الأمر الذي كان صعبا جدا علي خلال 37 عاما من الخدمة العامة"، مضيفا "كطفل ولد في المغرب ونشأ في مخيم انتقالي (مخيمات كانت مخصصة لليهود الذين هاجروا إلى الأراضي المحتلة للإقامة فيها عند وصولهم)، أتاحت لي الديمقراطية الإسرائيلية الوصول إلى أهم المناصب وتحقيق إنجازات لفائدة جميع المواطنين الإسرائيليين".
وتابع بيريتس في خطاب كان أقرب إلى رسالة وداع للعمل السياسي والمسؤوليات الحكومية في إسرائيل "تشرفت بالمساهمة في أمن إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي، كان ذلك امتيازا كبيرا وشهادة على أنه بالرغم من كل الصعوبات تظل دولة إسرائيل أرض العديد من الفرص"، لكنه في المقابل لم يكشف عن خططه المستقبلة ومكان استقراره القادم.
وبيريتس، الذي ازداد بمدينة أبي الجعد سنة 1952، كان قد وجه للمغاربة رسالة بالصوت والصورة منتصف دجنبر الماضي، باللهجة الدارجة، عقب الإعلان عن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، أورد فيها أنه "سعيد جدا" بهذه الخطوة واصفا المغرب الذي ازداد فيه بأنه "بلده"، مضيفا "أحس أن حلمي أصبح حقيقيا، وكنت أتمنى لو كان والداي معي في هذا اليوم المبارك".
ولا يزال أفراد من عائلة بيريتس يعيشون في المغرب، وفي أبريل الماضي قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن ثلاثة منهم فارقوا الحياة بسبب إصابتهم بفيروس كورونا، ويتعلق الأمر برجل الأعمال اليهودي المغربي آري بيريتس ووالديه يمين وسيمون، وكان عمير بيريتس قد نعاهم حينهما.
وسبق لبيريتس أن تقلد عدة مهام حكومية أبرزها منصب وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء خلال الفترة ما بين ماي 2006 ويونيو 2007، وكان أحد المسؤولين على شن حرب مدمرة على قطاع غزة، ووُجهت له بعدها أصابع الاتهام بالتورط في جرائم ضد الإنسانية باعتباره مسؤولا مباشرا على استهداف الجيش الإسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :