بينما يوجد تحت التنفس الاصطناعي في إسبانيا.. غالي "يوقع" رسالتين للرئيسين الجزائري والموريتاني من الصحراء!
لا زالت قيادة جبهة "البوليساريو" الانفصالية تبحث عن مخرج لورطة دخول زعيمها إبراهيم غالي إلى الأراضي الإسبانية بهوية جزائرية مزورة من أجل تلقي العلاج، وذلك بعد تحرك القضاء الإسباني ضده تبعا لشكايات موقعة من صحراويين كانوا ضحايا لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وبمناسبة عيد الفطر عمدت الجبهة إلى نشر رسالتي تهنئة موجهتين للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني تحملان توقيع غالي.
واليوم الخميس نشرت وكالة الأنباء الصحراوية، الذراع الإعلامي للجبهة، رسالتي التهنئة الموجهتان إلى الرئيسين الموريتاني والجزائري، مذيلتان باسم إبراهيم غالي و"بئر لحلو" وتحملان تاريخ 28 رمضان 1442، في إشارة إلى أن زعيم "البوليساريو" هو من وقعهما من داخل الأراضي الصحراوية، إذ توجد منطقة بئر لحلو بالمنطقة العازلة منزوعة السلاح شرق الجدار الأمني التي تصفها الجبهة بـ"الأراضي المحررة"، وتبتعد عن مقر قياداتها في تندوف الجزائرية بـ220 كيلومترا.
وتأتي هذه الخطوة في محاولة من "البوليساريو" التشبث بمزاعمها السابقة حول وجود غالي في الصحراء وبكون رحلت علاجه "القصيرة" كانت إلى الجزائر لا إلى إسبانيا، وهو الأمر الذي نفته الحكومة الإسبانية رسميا عبر تصريحات وزير خارجيتها، أرانتشا غونزاليس لايا، أمام وسائل الإعلام يوم 23 أبريل الماضي، حيث قالت إن زعيم البوليساريو يوجد بالفعل على الأراضي الإسبانية للعلاج، مبررة الأمر بـ"احترام إسبانيا لالتزاماتها الإنسانية".
ووقعت وكالة أنباء الجبهة نفسها في تناقض مع ما نشرته، إذ اليوم أيضا نشرت رسالة أخرى تحمل توقيع غالي يهنئ فيها الصحراويين بحلول عيد الفطر، وجاء فيها "لقد شاءت الأقدار أن حرمتني الوعكة الصحية من أن أكون بين ظهرانيكم في هذا الشهر الفضيل، ويحزنني أنني لم أحظ بفرصة مشاركتكم صيامه وقيامه في الظروف التي أنتم فيها، واليوم تستقبلون عيد الفطر أيضا دون أن أتمكن من مشاطرتكم أفراح ومسرات المناسبة، قدر الله وما شاء فعل، لكنني، بفضل الله وعونه، تجاوزت الآن المرحلة الحرجة وها أنا أتماثل للشفاء والحمد لله"، ورغم اعتراف الرسالة بمرض غالي وزعم توقيعها بنفسه إلا أنها تفادت الإشارة إلى مكان وجوده حاليا.
وبتاريخ 5 ماي 2021 تأكدت الشرطة الوطنية الإسبانية، بأمر قضائي، من أن الشخص الموجود في مستشفى "سان بيدرو" في مدينة لوغرونيو للعلاج، والذي دخل إسبانيا بهوية جزائرية تحمل اسم "محمد بن بطوش" هو نفسه إبراهيم غالي، موثقة وجوده تحت أجهزة التنفس الاصطناعي، وبعدها بيومين أكد المتحدث باسم المحكمة العليا في مدريد لوكالة الأنباء الإسبانية الرسمية "إيفي" أنه جرى استدعاء غالي للمثول أمام القضاء بتاريخ فاتح يونيو 2021.