حاول لعبَ ورقة إيران والصحراء.. السفير الإسرائيلي بالمغرب يحذف تغريدة هاجم فيها العثماني بسبب دعمه للمقاومة الفلسطينية

عجَّل رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، السفير دافيد غوفرين، بحذف تصريحات يهاجم فيها رئيس الحكومة المغربي سعد الدين العثماني، بسبب قيام هذا الأخير بتوجيه تهنئة لفصائل المقاومة الفلسطينيية وإعلانه دعم المغرب الرسمي للفلسطينيين إثر العدوان الأخير على قطاع غزة، حيث تراجع الدبلوماسي الموجود حاليا في القدس عن تغريدته التي حاول فيها اللعب على وتر قضية الصحراء.

وكاد غوفرين أن يرسم بوادر أول صدام دبلوماسي بين المغرب وإسرائيل منذ الإعلان رسميا عن عودة العلاقات الدبلوماسية في دجنبر الماضي والتي ظلت مقطوعة لـ20 عاما، حيث انتقد الدبلوماسي العبري تصريحات رئيس الحكومة المغربي التي هنأ فيها المقاومة الفلسطينية بـ"الانتصار الذي حققته على العدوان الإسرائيلي"، وذلك خلال لقاء عن بعد نظمه حزب العدالة والتنمية يوم الأحد الماضي، قبل أن يمحوها بعد ساعات.

غوفرين، الذي لا زالت الحكومة الإسرائيلية تحتفظ له بصفة "سفير" التي أتى بها من القاهرة إلى لرباط رغم عدم وجود سفارة لإسرائيل في المغرب، كتبَ اليوم الثلاثاء "أثارني تصريح رئيس الوزراء المغربي السيد العثماني، الذي أيد وهنأ تنظيمات حماس والجهاد الإسلامي الإرهابية المدعومة من إيران"، رابطا الأمر، في تغريدة على "تويتر"، بقضية الصحراء، حيث أورد "من يدعم حلفاء إيران يقوي نفوذها الإقليمية، أليس تعزيز إيران التي تزرع الدمار في دول عربية وتؤيد جبهة البوليساريو مناقضا لمصلحة المغرب وللدول العربية المعتدلة؟".

وأحال السفير الإسرائيلي بشكل ضمني على تصريحات وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، خلال استضافته من طرف صر جبهة "البوليساريو" الانفصالية، وأضاف خلال استضافته من طرف لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية المعروفة اختصارا بـ"آيباك" يوم 6 ماي 2021، حيث أورد أن تمنح الأسلحة والتدريب لميليشيات جبهة الانفصالية، معتبرا أن طهران "البوليساريو" ومعهما "حزب الله" توجد "في صف واحد لزعزعة استقرار المغرب".

وتأتي هذه التصريحات بعد أن استضاف حزب رئيس الحكومة المغربي الرئيسَ السابق للمكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، الذي انتقد بشكل ضمني إعادة المغرب لعلاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، حيث أورد أن هذه الأخيرة "كيان لا يصلح للتحالف معه، خاصة إذا تحالف عربي مسلم ضد عربي مسلم" واصفا الأمر بـ"العبث"، وأضاف "التطبيع لا يخذل الفلسطينيين فقط، بل هي طعنة للأمن القومي العرب والمصالح العربية والإسلامية".

وخلال اللقاء نفسه أورد العثماني أن "لحظة انتصار المقاومة تدعو للفخر والاعتزاز" موجها التهنئة للمقاومة والشعب الفلسطيني، ودافع في الوقت نفسه على الموقف الرسمي المغربي الذي شدد على كونه ظل داعما على الدوام للقضية الفلسطينية، مبرزا أن المملكة عبرت عن رفضها للانتهاكات الإسرائيلية في حق المقدسيين وجميع الفلسطينيين وعن رفضها للعدوان، الأمر الذي تعزز بتعليمات ملكية أمرت ببعث الدواء والغذاء لقطاع غزة، وفق رئيس الحكومة.

وكانت الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية في القدس ثم الهجوم على غزة الذي خلف نحو 300 قتيل، قد وضع العثماني في موقف حرج كونه الشخص الذي تولى توقيع الاتفاق الثلاثي المغربي الإسرائيلي الأمريكي في الرباط قبل 5 أشهر فقط، إلى جانب مائير بن شبات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وجاريد كوشنير كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، وهو ما أراد السفير العبري استغلاله من خلال تغريدته.