بعبارات بذيئة وصليب نازي.. متطرفون يمينييون يهاجمون المغرب في مدريد بسبب قضية سبتة
تحولت المخاوف القائمة بخصوص إمكانية استغلال اليمينيين المتطرفين الإسبان للأزمة بين إسبانيا والمغرب، التي تلت دخول زعيم جبهة "البوليساريو"، إبراهيم غالي إلى الأراضي الإسبانية بواسطة جواز دبلوماسي جزائري يحمل هوية مزورة، إلى حقيقة في إقليم مدريد، حين قام أشخاص مجهولون يعتقد أنهم ينتمون لـ"النازيين الجدد" بنشر عبارات مناهضة للمغرب على جدران وأبواب مقبرة يهودية.
وأقر المجلس المحلي بلدة "أويو دي مانثاناريس" التابعة لإقليم مدريد، برصد رسوم وكتابات على الجدران خلال الأسبوع الماضي، حيث قام مجهولون بكتابة عبارة "المغرب عاهرة" و"إسرائيل عاهرة" بالإضافة إلى جملة "سبتة مدينة إسبانية" على جدران المقبرة اليهودية، في إشارة إلى الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة ذاتية الحكم الخاضعة للسلطة الإسبانية، حينما دخلها الآلاف من المهاجرين غير النظاميين من مدينة الفنيدق عن طريق البحر.
ورسم المجهولون رمز "الصليب الشمسي" على الجدران، وهو عبارة عن دائرة يتوسطها صليب تُستعمل عادة من طرف جماعات "النازيين الجدد" الذين يؤمنون بتفوق العرق الأبيض والمعادين للمهاجرين ولغير المسيحيين، وهو ما يدل على رسائل تهديد موجهة للجالية المغربية في إسبانيا، كما يعني أن العباراة المعادية لإسرائيل لا ترتبط باعتداءاتها الأخيرة على الفلسطينيين في القدس وقطاع غزة وإنما بمعاداة اليهود.
وخرج المجلس المحلي لبلدية "أويو دي مانثاناريس" بموقف رسمي يدين هذه الحملة معبرة عن "إدانته الشديدة" لها، معتبرا أن من قاموا بذلك "يستعون لتغيير الوضع السلمي" وحالة "التعايش" التي تشهدها المنطقة، في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الأمنية أنها فتحت تحقيقا في الحادثة للتعرف على هوية مرتكبي تلك الأفعال، بينما أعلن ممثلو الكنيسة مساندتهم لليهود الذين استهدفت تلك الكتابات إحدى فضاءاتهم.
وتأتي هذه التطورات تزامنا مع محاولة حزب "فوكس" الإسباني جني الكثير من النقاط لصالح طرحه المعادي للمغرب والمناهض للمهاجرين، مستغلا الأزمة الدبلوماسية القائمة بين الرباط ومدريد، وهو الأمر الذي بدا جليا من خلال محاولة زعيمه، سانتياغو أباسكال، يوم الثلاثاء الماضي تنظيم مسيرة احتجاجية وسط سبتة تعقب خطابا وسط أنصاره كان يعتزم فيه الدعوة لطرد جميع المهاجرين غير الشرعيين ومواجهة المغرب عسكريا، وذلك رغم وجود حكم قضائي بمنع هذا النشاط، الذي تعثر عمليا بسبب احتجاجات سكان سبتة ضد الحزب المحسوب على اليمين المتطرف.