إلموندو: إسبانيا ترفض الاعتراف بمغربية الصحراء خوفا على سبتة ومليلية.. و"الصبر" سيحل الأزمة مع الرباط
قالت صحيفة "إلموندو" الإسبانية، إن رفض مدريد الاعتراف بسيادة المغرب على الأقاليم الصحراوية، ليس سببه رغبتها في الوقوف ضد المطالب المغربية، أو حنينها للماضي الاستعماري عندما كانت الصحراء مقاطعة إسبانية، بل هو رفض يدخل في إطار "آلية الدفاع".
وفي هذا السياق، أوضحت الصحيفة المذكورة، أن إسبانيا تخشى أنه في حالة الاستسلام للضغوطات والمطالب المغربية والاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، أن يؤدي ذلك فيما بعد إلى مطالبة الرباط باسترجاع سبتة ومليلية الواقعتين في شمال المغرب، خاصة أن المغرب يبدو عازما على فتح ملفيهما، مشيرة إلى تصريح رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني الذي قال منذ شهور قليلة أنه سيأتي اليوم الذي سيفتح فيه المغرب ملف سبتة ومليلية.
وقالت مصادر من الحكومة الإسبانية لـ"إلموندو"، إنه في حالة إذا تمكن المغرب من ضم الأقاليم الصحراوية باعتراف رسمي دولي، فإن الخطوة التالية ستكون هي سبتة ومليلية. وهو الأمر الذي ترفضه مدريد، وبالتالي، فإن أفضل سيناريو لتجنب ذلك هو إبقاء قضية الصحراء معلقة في أيادي الأمم المتحدة إلى حين الوصول إلى اتفاق بين جميع الأطراف المعنية.
وأضافت إلموندو، أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية تحت قيادة دونالد ترامب بسيادة المملكة المغربية على الصحراء، خلق مشكلة حقيقية لإسبانيا، إلا أن الوضع مع الحكومة الأمريكية الجديدة يبدو مختلفا نوعا ما، حيث صرح بلينكن أن إدارة بايدن لن تكون استمرارا لسياسة الادارة السابقة، وستحث على حل يرضي جميع الأطراف المعنية في نزاع الصحراء، بما فيها إسبانيا.
ووفق إلموندو، فإن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز سيلتقي نظيره الأمريكي، جو بايدن، غدا الاثنين ببروكسيل، في إطار قمة أعضاء حلف الناتو، مشيرة إلى أن هذا اللقاء سيكون فرصة للتعارف بين الرئيسين، ولا توجد تأكيدات على احتمالية أن يناقش الطرفان قضية الصحراء، لكنها أكدت على أهمية اللقاء خاصة أنه سيتم الإعلان أن قمة الناتو لسنة 2022 ستكون في إسبانيا، وهو خطوة إيجابية للبلاد.
أما فيما يخص الأزمة المتواصلة مع الرباط، قالت الصحيفة الإسبانية المذكورة، أن أصحاب القرار في مدريد يعولون على ضبط النفس والصبر لتجاوزها، مشيرة إلى تصريح بيدرو سانشيز من كوستاريكا يوم الجمعة الأخير، عندما دعا إلى تجاوز الأزمة بين البلدين والتطلع إلى المستقبل، حيث أن ما يجمع المغرب وإسبانيا أكثر مما يفرقهما حسب تصريح سانشيز.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن ما قالته صحيفة إلموندو، كانت قد أشارت إليه العديد من التقارير الإسبانية السابقة، حيث كشفت بأن هناك اعتقاد سائد في الأوساط السياسية الحاكمة في مدريد، أن انتهاء المغرب من مشكلة الصحراء، سيتجه بأنظاره مباشرة إلى سبتة ومليلية، حيث لا تعترف الرباط بسيادة إسبانيا عليهما، وتؤكد على أنها مدينتان مغربيتان محتلتان إلى جانب عدد من الجزر التي تحتلها إسبانيا.