استطلاع رأي: 20 في المائة من الإسبان يتوقعون عودة سبتة ومليلية إلى السيادة المغربية خلال 25 عاما
كشف استطلاع للرأي قام به مركز الأبحاث الاجتماعية في إسبانيا عقب الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين الرباط ومدريد، والذي ظهرت نتائجه اليوم الجمعة، أن خُمس الإسبان يعتقدون أن مدينتي سبتة ومليلية ستعودان إلى المغرب خلال مدة أقصاها 25 سنة، في الوقت الذي أبدى فيه 15 في المائة من المستجوبين اقتناعهم بأنهما "أصلا مدينتان مغربيتان حاليا".
ووفق استطلاع الرأي فإن 75,5 في المائة من الإسبان يعتبرون أن سبتة ومليلية "مدينتان إسبانيتان مثلهما مثل مالقا أو لا كورونيا"، لكن لا يشاطرهم 15,1 في المائة من المستجوبين الرأي، حيث يعتقدون أنهما في الأصل مدينتين مغربيتان، لكن الإجابات تبدوا أكثر إثارة للاهتمام عند الحديث عن طبيعة الوضع خلال الفترة ما بين 2040 و2045، إذ لا تتجاوز نسبة المقتنعين بأن وضعهما لن يتغير 53,6 في المائة.
وتبعا لذلك، يتوقع 20,3 في المائة أن المدينتين الخاضعتين لإسبانيا والمتمتعتين بالحكم الذاتي ستصبحان جزءا من السيادة المغربية خلال مدة زمنية تتراوح ما بين 20 و25 في المائة، في حين أن 25,1 في المائة أكدوا عدم قدرتهم على التنبؤ بما سيحصل مستقبلا، ما يعني أنهم غير واثقين من كون المدينتين ستظلان تحت السيادة الإسبانية.
وبالنظر لكون استطلاع الرأي أُجري عقب أزمة دخول الآلاف من المهاجرين غير النظاميين إلى سبتة في ماي الماضي، فإن الهجرة كانت من بين محاور أسئلته، ولم تكن الإجابات تخلو من مفاجآت حيث قال 1,2 في المائة فقط من المستجوبين أن الموجة الأخيرة القادمة من المغرب تدعو للقلق، كما أن 55,6 في المائة اعتبروا أن تدفقات المهاجرين عموما "إيجابية جدا" أو "إيجابية" فيما قال 27,1 في المائة إنها "سلبية" أو "سلبية جدا".
واعتبر 42,4 في المائة من الإسبان الذين شملهم الاستطلاع أن تعداد المهاجرين في بلادهم "مفرط" أو "عالٍ"، في حين رأى 41,4 في المائة أنه "مقبول"، أما 4,7 في المائة فاعتبروا أن العدد القالي غير كاف وطالبوا باستقطاب مزيد من المهاجرين.
وبالرغم من الأرقام والإحصائيات تشير إلى أن تفوق "نسبي" للمواطنين الإسبان الذي يعتقدون ببقاء سبتة ومليلية تحت السيادة الإسبانية بعد عقدين من الزمن، إلا أن الاستقصاء يكشف بالملموس بأن نسبة هامة من الإسبان يؤمنون بأن المدينتين مغربيتين وستعودان إلى حضن المغرب ولو بعد عقود.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن المغربي على المستوى الرسمي، لا يعترف بسيادة إسبانيا على سبتة ومليلية، ويعتبرهما مدينتين مغربتين تحت الاحتلال الإسباني، وسيعمل في يوم من الأيام على فتح ملفيهما مع إسبانيا من أجل استرجاعهما إلى حدوده الترابية.
وكان رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، قد صرح في حوار تلفزي منذ شهور، أن دور مدينتي سبتة ومليلية سيأتي لحل ملفيهما، مشيرا إلى أن الجهود الآن منصبة على حل مشكل قضية الصحراء المغربية مع جبهة البوليساريو.
وقال تقرير نشرته صحيفة "إلموندو" الإسبانية في الأيام القليلة الماضية، أن أصحاب القرار في مدريد، يعتقدون بأن مباشرة بعد حل المغرب لمشكل الصحراء، سيقوم بفتح ملفي سبتة ومليلية، وهو ما يجعل إسبانيا تتعنت في مواقفها من قضية الصحراء المغربية، من أجل إبقاء المغرب منشغلا بهذا الملف بعيدا عن سبتة ومليلية.