منها إنتاج الهيدروجين الأخضر.. الأزمة الديبلوماسية بين المغرب وألمانيا تُعلق مشاريع تفوق قيمتها مليار دولار
دخلت العلاقات المغربية الألمانية في مرحلة من الجمود بعد حوالي 3 أشهر من إعلان الرباط قطع جميع الاتصالات مع السفارة الألمانية في المغرب ومع جميع المؤسسات الألمانية التي تنشط داخل المملكة، ومنذ ذلك الحين لم تطرأ على السطح أي بوادر باقتراب انتهاء الأزمة.
ورغم أن ألمانيا أعلنت أنها تريد الحفاظ على حسن العلاقات مع المغرب، واستدعت السفيرة المغربية في برلين زهور العلوي لتوضيح قرارات الرباط، ثم قيام المغرب باستدعاء سفيرته لدخول البلاد للتشارو، إلا أن هذه التحركات لم تسفر لحد الآن عن أي نتائج، لتبقى العلاقات الثنائية متجمدة إلى حد الآن.
واستمرار الأزمة بين الرباط وبرلين، بدأ يُلقي بضلاله على الروابط والاتفاقيات التي تجمع البلدين، حيث أشعرت السفارة الألمانية مؤخرا الرعايا الألمان في المغرب بأنها لا تستطيع تقديم أغلب الخدمات لهم في ظل وجود انقطاع الاتصالات مع المغرب، وطالبتهم باحترام الآجال المحددة لهم في المملكة المغربية والرحيل قبل انتهاء التأشيرات المخصصة لبقائهم داخل التراب المغربي.
ولم يقف تأثير هذه الأزمة عند هذا الحد، بل بلغ مداها إلى عدد من الاتفاقيات والمشاريع التي تم ابرامها بين الطرفين في الشهور الماضية، وتُقدر بأكثر من مليار دولار، كان سيتوصل بها المغرب من طرف البنك الألماني والوكالة الألمانية الدولية للتعاون، من أجل تنفيذ عدد من المشاريع، من بينها تمويل إنتاج الهيدروجين الأخضر وتمويل الأبحاث المتعلقة به.
وقال موقع ميديل إيست مونيتور، أن المؤسسات الألمانية التي كانت بصدد تقديم دعم مالي لانجاز مشاريع في المغرب، اضطرت لتعليق ذلك بسبب عدم وجود أي اتصالات مع المغرب، بسبب قيام الأخير بتعليق كافة الاتصالات مع المؤسسات الألمانية احتجاجا على مواقف ألمانية تتعارض مع المصالح المغربية.
وكان وزارة الخارجية المغربية قد كشفت في بلاغ لها عقب استدعاء السفيرة المغربية ببرلين للتشاور، أن سبب قطع الاتصالات مع السفارة الألمانية يأتي لما سجلته ألمانيا من مواقف سلبية بشأن قضية الصحراء المغربية، إذ جاء هذا الموقف العدائي في أعقاب الإعلان الرئاسي الأميركي، الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه، وهو ما يعتبر موقفا خطيراً لم يتم تفسيره لحد الآن.
وأضاف البلاغ بأن السلطات الألمانية تشارك في مقاضاة أحد المدانين السابقين بارتكاب أعمال إرهابية، بما في ذلك كشفها عن المعلومات الحساسة التي قدمتها أجهزة الأمن المغربية إلى نظيرتها الألمانية.
ووبالإضافة إلى ذلك، يضيف نفس المصدر، فألمانيا تحارب بشكل مستمر وبلا هوادة الدور الإقليمي الذي يلعبه المغرب، وتحديدا دور المغرب في الملف الليبي، وذلك بمحاولة استبعاد المملكة من دون مبرر من المشاركة في بعض الاجتماعات الإقليمية المخصصة لهذا الملف، كتلك التي عقدت في برلين.
وتأسيسا على ما سبق، وبسبب هذا العداء المستمر وغير المقبول، قررت المملكة المغربية، استدعاء سفيرة المغرب، لدى برلين للتشاور.