أسرهم والسلطات المغربية رفضت استقبالهم.. حكومة سبتة تشرع في نقل المهاجرين القاصرين نحو المدن الإسبانية

شرعت السلطات الإسبانية وحكومة سبتة في نقل المئات من القاصرين المغاربة الذين دخلوا إلى المدينة خلال أزمة الهجرة غير النظامية التي شهدتها حدود المدينة الشهر الماضي، صوب مجموعة من المدن الإسبانية، وذلك في إطار التزام الأقاليم ذاتية الحكم بمساعدة الحكومة المحلية على تجاوز الوضع الذي تعيشه منذ 17 ماي الماضي، وتأتي خطوة النقل بعد أن رفض المغرب استقبال أولئك القاصرين كما لم تفلح الاتصالات التي أجريت مع أسرهم في إقناعها باستعادة أبنائها.

وأمس الأربعاء، خرجت أكبر مجموعة من القاصرين المغاربة من مدينة سبتة نحو شبه الجزيرة الإيبيرية بتعداد 31 طفلا جرى نقل 20 منهم صوب إقليم غاليسيا و11 صوب إقليم إكستريمادورا، بعدما كانت عملية قد انطلقت يوم 11 نونبر بشكل تدريجي بتوجيه 13 قاصرا صوب إقليم الأندلس و11 إلى جزر البليار و8 نحو قشتالة وليون، وهو الرقم الذي سيرتفع خلال الأيام القادمة نتيجة وجود 850 طفلا مغربيا في مراكز إيواء مؤقتة.

ووفق الأرقام التي نقلتها وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس" عن الحكومة المحلية في سبتة، فإن عمليات الترحيل المقبلة ستشمل مدريد التي ستستقبل 20 قاصرا مغربيا وإقليم كاتلونيا الذي سيستضيف 15 طفلا إلى جانب إقليمي بلنسية وكاتيا لا مانتشا الذي سيستقبل كل منهما 14 مُرحَّلا وأستورياس الذي سيُنقل نحوه 11 قاصرا، أما مناطق أراغون ولا ريوخا وكانتابريا ومرسية ونافارا وبلاد الباسك فستستقبل مراكزها أقل من 10 أطفال في كل منها.

وكان المدعي العام الإسباني بمدينة سبتة المكلف بقضايا الأحداث، خوسي لويس بويرتا، قد كشف أن السلطات الإسبانية قد تمكنت من التواصل مع أسر مجموعة من القاصرين الذين دخلوا المدينة في محاولة لإقناعها باستلامهم لكنها رفضت ذلك، غير أن سلطات مدينة سبتة تقول إن الأمر يتعلق أيضا بالسلطات المغربية التي ترفض استعادة المهاجرين غير النظاميين القاصرين و"تمنع" أهاليهم من الوصول إلى حدود المدينة الخاضعة للسلطة الإسبانية لاستلامهم.

وكان المغرب قد أعلن، في بداية يونيو الجاري، أنه سيشرع في استعادة الأطفال الذين دخلوا إلى دول الاتحاد الأوروبي بشكل غير شرعي ودون أن يكونوا مصحوبين بذويهم، وذلك بناء على تعليمات وجهها الملك محمد السادس إلى وزيري الداخلية والخارجية، غير أن التنسيق مع إسبانيا متوقف عمليا نتيجة الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، والتي فاقمها استصدار نواب إسبان لقرار من البرلمان الأوروبي يعلن "رفض استخدام المغرب للقاصرين" في أزمة الهجرة التي شهدتها سبتة.