متهم بجرائم قتل والـ FBI كانت تطارده وافتضح أمره داخل مسجد.. كولومبيا تُسلم مغربيًا للقضاء الهولندي
قررت السلطات الكولومبية تسليم المغربي سعيد رزوقي، الرجل الثاني في عصابة "ملائكة الموت" التي تسيطر على سوق تجارة الكوكايين في أوروبا، إلى القضاء الهولندي لمحاكمته في الملف الذي يتابع فيه أيضا المغربي الآخر رضوان التاغي متزعم العصابة، وذلك بعد حوالي شهر ونصف من اعتقاله عقب سنوات من المطاردة التي شارك فيها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI والشرطة الدولية "الإنتربول".
ووافقت كولومبيا على تسليم رزوقي إلى القضاء الهولندي لمحاكمته في الملف الذي يضم 17 مشتبها فيه ويتعلق بجرائم قتل ومحاولات قتل وعمليات كبيرة لتهريب المخدرات، ويعد هو والتاغي المتهمان الرئيسيان فيه حيث تعتبره النيابة العامة الهولندية الذراع الأيمن لهذا الأخير، وكان مطاردا من طرفها منذ سنوات، قبل أن يسقط في يد الشرطة الكولومبية في فبراير من سنة 2020 في مدينة ميدلين، وظل مسجونا من حينها في العاصمة بوغوتا.
ووفق صحيفة "تيليغراف" الهولندية فإن عملاء سريين كولومبيين كانوا يتعقبون رزوقي في ميدلين، في مهمة كانت تساهم فيها أيضا الـFBI والإنتربول، لكنه كان يختبئ في إحدى الشقق، ولم يفتضح أمره إلا بعد أن دخل مسجدا واصطدم بشكل عرضي بمصباح، ليتم التعرف على ملامحه، وبعدها داهمت الشرطة المدججة بالأسلحة شقته بينما حاول هو الهرب عن طريق القفز من النافذة الشيء التي تسبب له في كسر في الذراع.
وجاء توقيف رزوقي (42 سنة) بعد شهرين فقط من الاعتقال المفاجئ لزعيم العصابة رضوان التاغي (43 سنة)، الذي سقط في يد الشرطة بمطار دبي الدولي في دجنبر من سنة 2019 عندما كان يحاول مغادرة الإمارات بواسطة جواز وتأشيرة مزورين، وهي العملية التي شارك فيها أيضا أجهزة الأمن المغربية التي كانت تطارده على خلفية تورط عصابته في جريمة "لاكريم" بمراكش سنة 2017 والتي نفذها قتلة محترفون من "سورينام" والذين أخطؤوا هوية المستهدَف ليقتلوا شابا يبلغ من العمر 26 عاما هو ابن رئيس محكمة الاستئناف ببني ملال.
ودخلت عصابة التاغي ورزوقي نشاط تهريب المخدرات منذ سنة 2000 بعد أن ورث الأول ممرات تهريب "الحشيش" من المغرب إلى أوروبا من بعض أفراد عائلته، لكنه اختار تغيير نشاطه ودخول غمار تجار الكوكايين التي سيطر على ثلث سوقها هناك، وخلال هاته الفترة دخل عدة حروب ونزاعات تُقدر السلطات الهولندية عدد الذين جرت تصفيتهم خلالها بـ20 شخصا على الأقل وكان من بين ضحاياها زوج أخت التاغي الذي قُتل سنة 2013 في إسبانيا.