البرلمان يدعو الحكومة المغربية لاسترجاع سبتة ومليلة بعد نداء ألباريس للمصالحة
لم ينتظر البرلمان المغربي طويلا بعد تصريحات وزير الخارجية الإسباني الجديد، خوسي مانويل ألباريس، التي وصف فيها المغرب بـ"الجار والصديق العظيم" لبلاده، والتي أعلن خلالها أن استعادة العلاقات الطبيعية مع الرباط ستكون على رأس أولوياته، حتى عاد لطرح قضية مدينتي سبتة ومليلية خلال جلسة يوم أمس الاثنين، التي كانت مخصصة لمناقشة حصيلة عمل الحكومة، حيث دعا حزب الاستقلال هذه الأخيرة إلى العمل على "استرجاعهما".
وطلب القيادي الاستقلالي نور الدين مضيان، حكومة سعد الدين العثماني إلى كشف الخطوات التي قامت بها من أجل استعادة المدينتين وباقي الجزر المغربية المحتلة من طرف إسبانيا، مشددا على ضرورة ألا تتنازل الحكومة المغربية على أي جزء من التراب المغربي، وألا يكون المس بالوحدة الترابية للمملكة هو ثمن التعاون مع الجار الشمالي للملكة.
وفي تأكيد على استمرار الأزمة الدبلوماسية، ربط مضيان طرح قضية سبتة ومليلية والجزر المتوسطية المجاورة للسواحل الشمالية للملكة، بقضية دخول زعيم جبهة "البوليساريو"، إبراهيم غالي إلى الأراضي الإسباني للعلاج بواسطة هوية مزيفة وبشكل سري لتفادي متابعته قضائيا، الأمر الذي تزامن مع إعلان وزير خارجية مدريد الجديد نيته إصلاح العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.
وما يجعل هذه الدعوة مثيرة للاهتمام بالنسبة للإسبان هو صدورها عن حزب الاستقلال، الذي يصفونه في وسائل إعلامهم بأنه حزب "قومي محافظ"، ويستحضرون عادةً أدبياته بخصوص الحدود التاريخية للمغرب، علما أن زعيم المعارضة في إسبانيا، بابلو كاسادو، الذي يترأس الحزب الشعبي، كان قد اجتمع مع أمينه العام، نزار بركة، في بدايات الأزمة شهر ماي الماضي وأخذ منه تعهدا بتقوية العلاقات مع الرباط فور وصوله إلى رئاسة الحكومة.
وعلى الرغم من أن الأمر يتعلق بمداخلة برلمانية لا بموقف رسمي من الحكومة المغربية، إلا أن الأمر يكتسب أهميته من سياقه، حيث تزامن مع تسلم وزير الخارجية الإسباني الجديد مهامه من الوزير المُعفاة أرانتشا غونزاليس لايا، التي كانت وافقت على مقترح نظيرها الجزائري صبري بوقادوم بإدخال غالي إلى إسبانيا في أبريل الماضي، ما جعل سياسيين وإعلاميين إسبان يصفون خطوة إقالتها بأنها "انتصار للمغرب" أو "محاولة من مدريد لإرضاء الرباط".
وكان ألباريس قد أورد، في أول تصريح له بعد تولي مهامه بشكل رسمي، أن من أولويات وزارته تعزيز العلاقات مع دول الساحل جنوب البحر الأبيض المتوسط، خاصًا بالذكر المغرب الذي وصفه بـ"الصديق الكبير"، مشددا على ضرورة العمل على "تطبيع العلاقات معه" على أن يكون ذلك مبنيا على "الاحترام والمسؤولية المشتركة".
وسبق لرئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أن فتح ملف سبتة ومليلية من خلال تصريحات إعلامية في شهر دجنبر الماضي، حين اعتبر أنها جزء من التراب الوطني شأنها شأن الصحراء، وذلك بعد أن أعلنت لايا رفض الحكومة الإسبانية للاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء، وهو ما أدى حينها إلى بروز الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، خاصة بعد استدعاء وزارة الخارجية الإسبانية للسفيرة المغربية كريمة بن يعيش.