عبر القناة الرسمية.. المغرب يدعو لـ"استقلال القبائل".. والجزائر: "تصرف تحريضي بالغ الخطورة"
شكلت مداخلة ممثل المغرب الدائم في الأمم المتحدة، عمر هلال، يوم أمس الخميس والمضمنة في رسالة وجهها لرئاسة حركة عدم الانحياز، نقطة مفصلية في قضية تعامل المغرب مع دعاة استقلال منطقة القبائل الخاضعة الآن للجزائر، وهو ما أكده أيضا تطرق القناة الأولى المغربية لهذا الموضوع، والذي يطرح لأول مرة من طرف تلفزيون عمومي، الأمر الذي دفع وزير الخارجية الجزائري للاحتجاج رسميا على هذه الخطوة.
وتطرقت القناة الأولى لموضوع حق المنطقة المذكورة في "تقرير المصير" في إحدى تقاريرها الإخبارية، مبرزة أن الأمر يتعلق بـ"حق تغيبه الجزائر عندما يتعلق الأمر بشعب القبائل، أحد أقدم الشعوب في إفريقيا والذي يعاني من أطول احتلال أجنبي"، وهي الخطوة التي أتت في سياق التطرق إلى التصريحات الصادرة عن السفير هلال والتي أتت كرد على مساندة الجزائر للطرح الانفصالي في الصحراء المغربية.
وكان هلال قد وجه كلامه لوزير الخارجية الجزائري المعين حديثا، رمطان العمامرة، موردا أن هذا يقف كمدافع قوي عن حق تقرير المصير، لكنه ينكر الحق نفسه لشعب القبائل، أحد أقدم الشعوب في إفريقيا، والذي يعاني من أطول احتلال أجنبي، على حد تعبيره، وتابع قائلا أن "تقرير المصير ليس مبدأ مزاجيا، ولهذا السبب يستحق شعب القبائل الشجاع، أكثر من أي شعب آخر، التمتع الكامل بحق تقرير المصير".
ولم تنتظر الجزائر طويلا قبل الخروج باحتجاج على المغربي عبر وزارة خارجيتها، كان المثير فيه هو استنكارها عرض هلال لخريطة البلاد مبتورة من منطقة القبائل الموجودة شمالا، حيث إن الجزائر تحظر بشكل رسمي عرض الخريطة الكاملة للمغرب المشتملة على أقاليم الصحراء في أي من مؤسساتها ومطبوعاتها، بل إن وزارة الخارجية، في عهد الوزير السابق صبري بوقادوم، كانت قد وجهت تعليمات للوفود المشاركة في لقاءات خارج البلاد للانسحاب منها في حال لو جرى عرض تلك الخريطة.
واعتبرت الجزائر أن تصريحات ممثل المغرب الدائم في الأمم المتحدة تدخل في إطار "الحملة المعادية للجزائر"، واصفة الأمر بـ"التصرف المغامر واللامسؤول والتحريضي"، وأضافت أن فيه "خلطا مشينا بين مسألة تصفية استعمار معترف بها على هذا النحو من قبل المجتمع الدولي وبين ما هو مؤامرة تحاك ضد وحدة الأمة الجزائرية"، بل مضت أبعد من ذلك حين اتهمت الرباط بـ"دعم الجماعات الإرهابية" خلال "العشرية السوداء"، مطالبة إياها بـ"توضيح رسمي ونهائي بشأن هذا الحادث بالغ الخطورة".
وتعد تصريحات هلال الأوضح من نوعها بخصوص موقف المغرب من ملف القبائل، لكن سبقتها خطوات أخرى كانت تُسجل على فترات، آخرها كان في نونبر من سنة 2015 عندما دعا عمر ربيع، عضو اللجنة الدائمة الممثلة للمغرب في الأمم المتحدة، إلى مساعدة منطقة القبائل للحصول على حكم ذاتي أو الاستقلال.
وأورد الدبلوماسي المغربي حينها أنه "يجب أن يُسمع للشعب القبائلي وأن تُحقق مطالبه، وعلى المجتمع الدولي أن يساعده في ذلك ويرافقه في مشروعه السياسي الذي يجب أن يؤدي إلى الحكم الذاتي أو الاستقلال"، خالصا إلى أنه "لا بد من إسماع أصوات 8 ملايين شخص عاشوا في الصمت والخفاء طيلة سنوات".
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :