بعد حوالي نصف قرن من دعمها للبوليساريو.. الجزائر أخيرا: "الوحدة الترابية خط أحمر"
تجتاح الطبقة الحاكمة في الجزائر ومعها الأحزاب السياسية حالة من الهيجان الشديد عقب إقدام الممثل الدائم للمغرب في الأمم المتحدة، عمر هلال، بتوزيع مذكرة على أعضاء دول حركة عدم الانحياز، يدعو فيها إلى تمكين الجزائر منطقة القبائل من خيار تقرير مصيرها مثلما تدعم حق "الشعب الصحراوي" في تقرير مصيره في الصحراء المغربية.
ونشرت وكالة الأنباء الجزائرية اليوم الإثنين، تقريرا بعنوان " دعوة لضرورة التعاطي بحذر مع التصريحات غير المسؤولة للدبلوماسية المغربية" وقد كالت فيه، بناء على تصريحات وبيانات مختلفة صادرة عن الأحزاب السياسية والهيئات الحقوقية والنخب الوطنية الجزائرية، مختلف التهم للمملكة المغربية، من قبيل أن الأخيرة تتآمر لتهديد استقرار الجزائر، وتواصل سلسلة عدائها للجزائر، وغيرها من التهم المكررة.
وأبرز ما جاء في تقرير وكالة الأنباء الجزائرية، ما نقلته عن حزب الشعب الذي قال " أن الجزائريين باختلاف توجهاتهم وآرائهم، يتفقون على أن المساس بالوحدة التربية للوطن خط أحمر". يأتي هذا الكلام بعد حوالي نصف قرن من الدعم الجزائري المتواصل لجبهة البوليساريو، من أجل تقسيم المغرب واقتطاع صحرائه الذي تنتمي إليه لقرون طويلة جدا، حتى قبل أن تتأسس الجزائر نفسها وفق المعطيات التاريخية.
وخلال مراجعة لموقع "الصحيفة" لمختلف التصريحات والبيانات الصادرة عن المسؤولين الجزائريين والأحزاب السياسية والهيئات والأنظمة بمختلف توجهاتها، يُلاحظ أن الجزائر تغاضت عن جوهر المشكل ومصدره، والذي يتمثل في دعمها المتواصل لجبهة إنفصالية تُنازع المغرب على صحرائه، وألقت اللوم على المغرب، موجهة له شتى الاتهامات.
ويرى متتبعون أن هذا "الهيجان" الجزائري للدفاع عن الوحدة الترابية للبلاد، يجدر به أن يكون بمثابة جرس إنذار للجزائر، التي قضت عقودا طويلة في استفزاز المغرب في وحدته الترابية غير مبالية بترديد الشعب المغربي لشعار "الصحراء مغربية، والوحدة الترابية خط أحمر".
وكانت آخر الاستفزازات التي قام بها النظام الجزائري للمملكة المغربية، هو استقبال زعيم "البوليساريو" في أحد مستشفياتها العسكرية بعين النعجة لاستكمال العلاج من إصابته التي قيل أنها مرتبطة بفيروس كورونا المستجد، وزيارته من طرف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وإعلان دعم الجزائر للبوليساريو بشكل علني وأمام عدسات الكاميرا، ومع ذلك تدعي الجزائر بأنها ليست طرفا في هذا النزاع.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر قامت يوم أمس الأحد باستدعاء سفيرها بالرباط من أجل التشاور، على خلفية ما أدلى به الممثل الدائم للمغرب في الأمم المتحدة عمر هلال، بشأن تقرير مصير منطقة القبائل في الجزائر، بعدما لم تُصدر الرباط أي رد فعل على خطوة هلال.
جدير بالذكر أن هناك حركة سياسية قبائلية يترأسها فرحات مهني، تُسمى "الحركة من أجل تقرير المصير في منطقة القبائل"، وتوجد في فرنسا، وتُطالب بالاستقلال عن الجزائر، باعتبار أن القبائل هي أقدم منطقة في الجزائر ولها هويتها الأمازيغية الخاصة، في حين تعتبر الجزائر أن منطقة القبائل هي جزء لا يتجزأ من ترابها.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :