تعاون استخباراتي مغربي يوناني يفضي إلى اعتقال قيادي في الكتائب العملياتية لتنظيم "داعش"
حسب معطيات أكدها مصدر أمني مغربي لوكالة المغرب العربي الأنباء، فقد تمكنت المصالح الأمنية المختصة باليونان أمس الثلاثاء من توقيف مواطن مغربي كان يشغل مناصب قيادية في الكتائب العملياتية لتنظيم داعش الإرهابي بالساحة السورية، وذلك على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها المصالح الأمنية المغربية ممثلة في المديرية العامة للدراسات والمستندات والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
وعلم لدى مصدر أمني أن توقيف المشتبه فيه يأتي تتويجا لعمليات التنسيق المشترك وتبادل المعلومات الاستخباراتية المنجزة في إطار التعاون الأمني المتعدد الأطراف، والتي ساهمت فيها بشكل فعال المصالح الأمنية المغربية ونظيرتها في كل من اليونان وإيطاليا وانجلترا والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف المصدر أن عملية تنقيط المشتبه فيه بقاعدة بيانات المنظمة الدولية للشرطة الجنائية أنتربول، تشير إلى أنه كان يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض صادر عن السلطات القضائية المغربية، للاشتباه في تورطه في التحضير والإعداد لتنفيذ مشاريع إرهابية كبرى وارتكاب عمليات تخريبية بالمغرب بإيعاز وتحريض من المتحدث السابق باسم تنظيم داعش الإرهابي.
وأبرز المصدر ذاته أن المشتبه فيه، الحامل للقب الحركي "أبو محمد الفاتح"، كان قد التحق بصفوف تنظيم داعش الإرهابي بسوريا في سنة 2014، قبل أن يشغل مهام قيادية بارزة فيما يسمى "بالفرقة الخاصة" بمنطقة دير الزور، وفيما يسمى بـ"الشرطة الدينية" أو "الحسبة" بولاية الرقة. كما أنه سبق أن ظهر في شريط مصور يوثق لعملية استهداف مقاتل سوري بواسطة سلاح حربي، وهو في حالة تلبس بالتمثيل بجثته ومتوعدا بقتال من سماهم أعداء الدين.
وحسب المعلومات الاستخباراتية المتوفرة حول هذا القيادي في تنظيم داعش، يضيف المصدر، فقد استطاع الهروب من أماكن القتال التابعة لتنظيم داعش بسوريا في اتجاه أوروبا، وتحديدا اليونان، وذلك باستعمال وثائق شخصية مزيفة وانتحال هوية غير صحيحة، قبل أن يتم تشخيص هويته وتحديد مكانه وتوقيفه في إطار عملية أمنية مشتركة.
وأشار إلى أنه تم إشعار السلطات القضائية المغربية بواقعة توقيف المشتبه فيه، كما يجري حاليا التنسيق مع السلطات المختصة في دولة اليونان عن طريق مكتب الأنتربول التابع للمديرية العامة للأمن الوطني، وذلك من أجل إرسال الملف الرسمي لطلب التسليم.
يأتي في ظل التعاون الاستخباراتي بين المغرب والعديد من الدول الأوروبية أفضى إلى اعتقال العديد من القيادات في تنظيم "داعش" كان آخرهم توقيف مواطن مغربي كان يشغل مناصب قيادية في المعاقل التقليدية لتنظيم "داعش" الإرهابي في الساحة السورية العراقية، قبل أسابيع.
وكانت للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني قد أكدت حينخها أن عملية التنسيق الأمني وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين مصالحها ونظيرتها الإيطالية أسفرت عن تحديد مكان تواجد المشتبه فيه الملقب بـ "أبي البراء" وتوقيفه بإيطاليا، وذلك بعدما تمكن من الهجرة بطريقة غير مشروعة من أماكن القتال التابعة لتنظيم "داعش" في اتجاه أوروبا.
وأضاف المصدر ذاته أن المواطن المغربي الموقوف يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض صادر عن السلطات القضائية المغربية، وذلك بعدما كشفت الأبحاث والتحريات التي باشرها المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني مع عدد من العائدين من أماكن القتال التابعة لتنظيم "داعش"، أنه كان يشغل مناصب قيادية بارزة في تنظيم ما يسمى بـ "الدولة الإسلامية".
يأتي ذلك، في الوقت قدم المغرب شهر بتاريخ فاتح أبريل 2021 الماضي معطيات استخباراتية لمصالح الاستخبارات الفرنسية الداخلية والخارجية (DGSE-DGSI)، معلومات دقيقة حول مواطنة فرنسية من أصل مغربي كانت بصدد التحضير لتنفيذ عمل إرهابي وشيك كان يستهدف مكانا للعبادة بفرنسا (كنيسة).
وبحسب تصريح للناطق الرسمي للمديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، فإن السلطات الفرنسية المختصة باشرت في ليلة 3-4 أبريل الجاري، بعد استغلال هذه المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، عمليات توقيف وحجز مكنت من تحييد مخاطر هذا المشروع الإرهابي.
وأضاف المصدر أن المعلومات التي قدمتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني للمصالح الأمنية الفرنسية المختصة، شملت معطيات تشخيصية حول هوية المشتبه فيها الرئيسية، ومعطياتها التعريفية الإلكترونية، فضلا عن المشروع الإرهابي الذي كانت بصدد التحضير لتنفيذه، بتنسيق مع عناصر في تنظيم "داعش".
وسجل المصدر ذاته، أنه تم في هذا الإطار، إخطار السلطات الفرنسية، بوقت كاف، بأن المشتبه فيها الرئيسية كانت في المراحل الأخيرة لتنفيذ المشروع الإرهابي الانتحاري داخل مكان العبادة المحدد سلفا، فضلا عن استهداف المصلين بسيف كبير للإجهاز عليهم والتمثيل بهم.