الجار أولا.. إلموندو: الملك محمد السادس تجاهل إسبانيا وركّز على الجزائر في خطاب العرش
لفتت صحيفة "إلموندو" الإسبانية إلى تجاهل وتجنب الملك محمد السادس لإسبانيا في خطاب العرش الذي بثه يوم أمس السبت بمناسبة مرور 22 سنة على توليه لعرش المملكة المغربية، حيث ركز في خطابه على الجار الجزائري، بالرغم من أن هذا الخطاب يأتي في خضم الأزمة الديبلوماسية المتواصلة مع إسبانيا منذ عدة شهور.
وقالت إلموندو في تقرير حول الخطاب الملكي، بأن الملك محمد السادس ركز في خطابه على الجزائر حيث دعا الرئيس تبون لتجاوز الخلافات الثنائية وفتح الحدود بين البلدين، باعتبار أن ذلك حق طبيعي للشعبين، وأكد على ضرورة بناء علاقات أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار.
وأضافت إلموندو، بأن الملك محمد السادس أشار في خطابه إلى التوترات الديبلوماسية حيث أعرب عن أسفه "للتوترات الإعلامية والدبلوماسية، التي تعرفها العلاقات بين المغرب والجزائر، والتي تسيء لصورة البلدين، وتترك انطباعا سلبيا، لا سيما في المحافل الدولية"، لكنه لم يشر إلى الأزمة مع إسبانيا لا من قريب ولا من بعيد، وفق الصحيفة الإسبانية.
وفي ذات السياق، قالت الصحيفة الإسبانية المذكورة، أن من المساعي الإسبانية لتجاوز الخلافات مع المغرب، قام ملك إسبانيا فيليبي السادس بإرسال رسالة تهنئة للملك المغربي محمد السادس، بمناسبة الذكرى 22 لعيد العرش، ودعا له بمشاعر الصداقة العميقة مع متمنياته بالازدهار للشعب المغربي "الصديق" حسب وصف الملك فيليبي السادس.
وبالرغم من أن رسالة التهنئة هذه سبقت الخطاب الملكي، إلا أن خطاب عيد العرش الذي قدمه الملك محمد السادس يوم السبت، كان على غير العادة مركزا على الجار الجزائري، وحبل الخطاب برسائل ودعوات الودة والمودة للنظام الجزائري لطي صفحة الماضي وتحسين العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال الملك محمد السادس في هذا السياق "إننا نجدد الدعوة الصادقة لأشقائنا في الجزائر، للعمل سويا، دون شروط ، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار. ذلك، لأن الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، وغير مقبول من طرف العديد من الدول".
وأضاف الملك محمد السادس في خطابه " فقناعتي أن الحدود المفتوحة، هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين، و شعبين شقيقين. لأن إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي، ومبدأ قانوني أصیل، تكرسه المواثيق الدولية، بما في ذلك معاهدة مراكش التأسيسية لاتحاد المغرب العربي، التي تنص على حرية تنقل الأشخاص، وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال بين دوله".
وأشار الملك محمد السادس بأنه سبق أن عبر عن هذا الأمر صراحة منذ سنة 2008، مضيفا بالقول "خاصة أنه لا فخامة الرئيس الجزائري الحالي، ولا حتى الرئيس السابق، ولا أنا، مسؤولين على قرار الإغلاق. ولكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا، على استمراره؛ أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام مواطنينا".