مناورات بحرية بين القوات المغربية والباكستانية.. هل تتحالف الرباط مع الدولة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي؟
في 12 شتنبر 2019 كشف السفير الباكستاني في الرباط، حميد أصغر خان، أن إسلام أباد تتطلع لتعزيز علاقاتها مع المغرب لتشمل المجال الدفاعي، وذلك خلال ندوة صحافية أعلن فيها دعم بلاده للوحدة الترابية للمغرب ولمقترح الحكم الذاتي في الصحراء، ويبدو أن ما أشار حينها أصبح الآن أمرا واقعا، حيث قامت القوات البرية الباكستانية والمغربية بمناورات عسكرية بحرية في مضيق جبل طارق.
وأكدت سفارة جمهورية باكستان أن الفرقاطة التابعة لقواتها البحرية "ذو الفقار" شاركت في هذه المناورات المشتركة مع القوات البحرية المغربية وفرقاطتها "السلطان المولى إسماعيل"، يوم 10 غشت 2021، مبرزة أن هذه الخطوة تأتي في إطار التعاون الكبير بين البلدين ومن أجل تبادل الخبرات بين جيشيهما، وأضافت أنها ملتزمة بشراكتها مع الدول الصديقة في مجال الدفاع البحري.
وقالت السفارة إن البحرية الباكستانية تقدر عاليا تعاونها المتنامي مع نظيرتها المغربية، مبرزة أن الأمر يدخل في إطار دبلوماسيتها البحرية التي تشمل الزيارات والتدريبات الودية، وفي المقابل فإن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن تدريبات من هذا النوع في السواحل المغربية بين القوات المسلحة الملكية وبين الجيش الباكستاني، الذي يعد القوة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي.
وفي الفترة ما بين يونيو ويوليوز الماضيين، كانت البحريتان المغربية والباكستانية قد شاركتا في تمارين مشتركة لكن خارج حدود البلدين، وتحديدا في البحر الأسود ضمن مناورات "نسيم البحر" التي نظمتها بشكل مشترك القوات البحرية الأمريكية والأوكرانية، وشارك فيها 5000 جندي و32 سفينة و40 طائرة و18 من فرق "الكوماندوز"، ينتمون لـ32 بلدا من بينها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وتركيا وإسرائيل.
وقبل ذلك كانت باكستان تجري مناورات وزيارات ذات طابع عسكري مع العديد من حلفاء المغرب التقليديين في منطقة الخليج، ففي مارس الماضي زار رئيس أركان القوات البحرية الباكستاني مقر سلاح البحرية في مملكة البحرين، وفي أبريل الماضي شاركت قواتها الجوية إلى جانب نظيرتها السعودية في مناورات حول العمليات القتالية وعمليات الدعم والمساندة.
وتعد باكستان إحدى الدول الداعمة للمغرب في قضية الصحراء، حسب تصريح سفيرها في شتنبر من سنة 2019، والذي قال لوسائل إعلام مغربية إن موقف إسلام أباد "واضح ولا لُبس فيه، وهو دعم الوحدة الترابية للمملكة"، وأورد أن بلاده تنظر بإيجابية لمخطط الحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية باعتباره مقترحا "واقعيا"، مبرزا تطلعها لتوسيع شراكتها مع الرباط لتشمل الصناعة والسياحة والدفاع.