هل دخل الدولار "غرفة الإنعاش".. وهل ستقضي روسيا والصين على هيمنته دوليا؟
تشتد حدة المجابهات الدولية في الوقت الراهن على جميع الأصعدة ومن بينها التجاري الاقتصادي ولعله عمودها الفقري، أصلا من هنا نرى أن نظام البترودولار ونظام الهيمنة الأمريكية على التجارة الدولية يتآكل رويدا رويدا.
هذا الأمر سيضعف من هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على التجارة الدولية حيث يهيمن الدولار على 80% من التجارة العالمية، وفي اللقاء الأخير للزعيم الصيني بينغ والرئيس الروسي بوتين اتفقا على إلغاء الدولار كعملة تجارة بينية، وبالتالي نرى أن الإجراءات الروسية الصينية ومعها الهندية تشكل بداية النهاية لنظام البترودولار الذي يكرس الأحادية الأمريكية كقطب أوحد في العلاقات الدولية لنشهد بشكل جلي أن العالم بدأ بالفعل يتغير بطريقة أسرع من الإستجابة لهذا التغيير.
ماهو نظام البترودولار؟
بخصوص مايجري من عملية لمواجهة الدولار من قبل روسيا والصين ومن معهما من قوى ومنظمات دولية أخرى يقول الدكتور سليمان سليمان الأستاذ والمحاضر في القانون الإقتصادي الدولي والمستشار السياسي والإقتصادي أن "الإقتصاد هو لغة الحياة، وكلما كان القرار الاقتصادي قوي فالقرار السياسي قوي، وأمريكا كانت دائما تتبجح وتقول أنه عندما تصاب أمريكا بأنفلونزا يجب على العالم أن يصاب بهذا المرض، لذلك كان من الطبيعي أن يتخذ الروسي والصيني القرار الذي اتخذ في مجموعة بريكس أو شنغهاي سابقا حول تمادي الولايات المتحدة الأمريكية في موضوع الدولار وسيطرته على السوق".
وأضاف "ونحن نعلم أن تاريخ الدولار هو تاريخ مشوه هذا التاريخ هو كذبة تاريخية، ونعلم الإتفاق الذي جرى على سفينة كونتيسي عندما تم إعتبار أن الدولار يجب أن يتوافق بدلا عن الذهب الأصفر وأن يكون الذهب الأسود هو الرصيد الطبيعي وبتلك الكذبة بدأوا حتى على مواطنيهم في أمريكا ثم انتقلت الكذبة وتوسعت في العالم، ونذكر الخطاب الشهير الذي اعتلاه نكيسون وقال أيها الفتيان "أنتم لستم بحاجة إلى الذهب أو أوراق، أنتم بحاجة إلى إيصالات وهذه الإيصالات بمثابة أمانة لكم ونحن نتدخر هذه الأموال لكم".
أما عن تأثير الإجرات الروسية الصينية على الدولار يرى الدكتور سليمان أن "سياسة الرجل الواحد والقطب الواحد لاتروق للروسي والصيني، العالم يتسع للجميع وليس فقط للولايات المتحدة، والولايات المتحدة أرادت دائما أن تخلق مجتمعات جديدة وهذه المجتمعات سميت لدينا بمجتمعات المخاطر القابلة للإنفجار من أجل السيطرة على المجتمعات.
وهذه المجتمعات دائما يسودها الأمن النسبي والسلم الإجتماعي والعيش المشترك، ولكن في الحقيقة أرادت مجتمع تحكمه كل الفجوات الطبيقية طبقىة تتسع فجوة بين الأغنياء والفقرار، وقد فرضت الولايات المتحدة برنامجاً وجدولاً كبيراً سياسياً وإقتصادياً على العالم وروجت للعولمة وإقتصاد السوق المتوحش وحتى منظمة التجارة العالمية التي اعتبرت أنها تحدد الأسعار كانت هي من ترفع الأسعار علماً أن لا روسيا ولا إيران ولا البرازيل وبعض الدول التي اعتبروها مارقة لم تدخل في هذه المنظمة، من هنا كان لابد من أن ينتهي استعباد العالم فاتخذت منظمتي بريكس وشنغهاي قرارا لوضع حد لهذا التمدد للدولار في السيطرة والهيمنة العالمية ".
وحول الرد الروسي والإجراءات المتوقعة بالتوافق مع الحلفاء رأى سليمان أن"الروسي لن يقف مكتوف الأيدي والصيني كذلك الأمر، ونحن نذكر أيام الحرب الباردة وكيف أراد الأمريكي أن يجعل من الروسي تابعا وأن يلتزم وينتمي للحضارة الأمريكية لكن الروسي وريث إمبراطورية حضارية عريقة لا القيصر الروسي ولا التنين الصيني لن يبقيا بحالة سكون ودون إجراء، في الحقيقة روسيا لا تريد ولا تسعى إلى القضاء على الدولار بالضربة القاضية ولا حتى حلفائها، لأن الضربة القاضية إن لزمت فهي تحتاج إلى إرادة حديدية ولم يحن الوقت المناسب أيضا، لكن حقيقة الأمر كمتابع وباحث في هذا الأمر أنا أرى أن الدولار في غرفة الإنعاش وأنه مريض مرض الموت، لا أحد يثق بالدولار لأنه غير محمي بكتلة ذهبية.
هذه الكذبة بدأت واضحة عبر التاريخ والآن ظاهرة للعيان، الدولار اليوم محمي فقط عبر كارتيلات المال ومنظومة الهرم المالي العالمي والذهب الأسود الذي كان بديلا عن الذهب الأصفر".