الجيش الإسباني ينفق 170 ألف أورو على إصلاح بنايات الجنود في شبه جزيرة "باديس"
خطت إسبانيا خطوة جديدة نحو تأكيد استمرار بقائها عسكريا في شبه جزيرة باديس الملاصقة لإقليم الحسيمة، من خلال قرار جيشها تخصيص أكثر من 170 ألف يورو لإصلاح مواقع إقامة الجنود التي طالها الإهمال، بعد أشهر فقط من قرار وزارة الدفاع اقتناء معدات اتصال عسكرية بقيمة 130 ألف يورو، الأمر الذي يأتي في سياق ترقب الخطوات العملية الهادفة لتحسين العلاقات الدبلوماسية بين الرباط ومدريد، بعد أزمة مستمرة منذ أبريل الماضي.
واستندت هذه الخطوة على تقرير صادر سنة 2018 حول الحالة المتردية لغرف نوم موظفي الجيش، لكن فحص البنايات التي يقيم بها الجنود البالغ عددهم 30 فردا كشف أن الأمر أكثر سوءا مما كان متوقعا، إذ اتضح أن الغرف والحمامات وقاعة التمارين الرياضية لم تعد صالحة للاستعمال نتيجة وجود تصدعات وارتفاع مستوى الرطوبة، بالإضافة إلى وجود تسربات للمياه نتيجة تقادم القنوات، بل إن مسؤولي الجيش اكتشفوا تردي حالة الأعمدة الإسمنتية التي تدعم الأسقف.
وخصص الجيش ميزانية بقيمة 170 ألفا و500 أورو من أجل أعمال الإصلاح التي ستجري بشكل عاجل، وفق تقرير نشرت مضامينه صحيفة "فوث بوبولي" الإسبانية، والتي نشرت صورا تؤكد الحالة السيئة التي وصلت إليها بنايات الجيش، والتي غزت الفطريات أجزاءها الخشبية كما تعرضت دعائمها الحديدية للصدأ، مبرزة أنه جرى بالفعل الاتفاق مع شركة متخصصة لتنفيذ الأشغال التي ستمتد لـ3 أشهر مع استمرار الجنود في التواجد بالتناوب على تراب الصخرة.
وفي يونيو الماضي كانت وزارة الدفاع الإسبانية قد أطلق طلب عروض لاقتناء وتركيب 3 أعمدة اتصال في الصخور التي تحتلها قرب إقليم الحسيمة، ويتعلق الأمر بشبه جزيرة باديس وجزيرة النكور وأرخبيل الجزر الجعفرية، استنادا إلى تقرير للجيش الإسباني صدر بعد أيام من وصول آلاف المهاجرين غير النظاميين إلى مدينة سبتة في ماي الماضي، بعد انفجار الأزمة الدبلوماسية الناتجة عن سماح إسبانيا بدخول زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية إلى أراضيها.
وكانت تقارير إسبانية تساءلت، في يوليوز الماضي، عن احتمال تخلي إسبانيا عن تلك الصخور مع شروع جيشها في نقل بقايا عشرات الأموات من مقبرة شبه جزيرة باديس، بعضها يعود تاريخ دفنها إلى القرن التاسع عشر، ليتضح فيما بعد أن الهدف هو إعادة دفنها في مقبرة بمليلية نتيجة تدهور حالة القبور الصخرة المحتلة، وليس للأمر علاقة بالمطالب المغربية المتجددة بالسيادة على تلك المناطق.