خشية قطع الخط البحري بين ألميريا ومليلية.. الحزب الشعبي الإسباني يلوح بورقة البرلمان الأوروبي بسبب المزارع السمكية المغربية
أصبح موضوع المزارع السمكية التي رخصت الحكومة المغربية بإنشائها في محيط الجزر الجعفرية، موضوع الساعة لدى السياسيين الإسبان، الذين يعتبر الكثير منهم أن الأمر ينطوي على "تحدٍ" من طرف الرباط لسيادة مدريد على الجزر الموجودة على بعد كيلومترات من السواحل المغربية، على غرار الحزب الشعبي الذي يقود المعارضة البرلمانية، والذي طالب حكومة بيدرو سانشيز بـ"رد حازم تجاه الاعتداء على المياه الإقليمية الإسبانية".
ورغم قيام وزارة الخارجية الإسبانية بوضع مذكرة احتجاج لدى سفارة المغرب في مدريد بسبب المزارع السمكية الموجودة على بعد كيلومتر واحد من الجزر الجعفرية، إلا أن الرباط لا زالت تتعامل مع الأمر بتجاهل على المستوى الرسمي، الأمر الذي دفع الحزب الشعبي المحافظ إلى التلويح بالتوجه إلى الاتحاد الأوروبي، في ظل ما يعتبره "تهديدا" لحركة النقل البحري الإسباني، وتحديدا الخط الرابط بين ميناء ألميريا ومدينة مليلية.
ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس" صوفيا أسيدو، البرلمانية عن الحزب الشعبي المُنتخبة في مدينة مليلية، أنه لا يمكن الاعتماد على حلول وسطى في هذه القضية، كونها ستُفسر على أنها "ضعف من إسبانيا أو عدم اهتمام بالدفاع عن وحدة أراضيها"، مبرزة أن موقف حزبها الذي يمثل ثاني أكبر كتلة في البرلمان الإسباني، هو "الدفاع عن وحدة الأراضي الإسبانية دون غموض، وإذا لزم الأمر سنتجه إلى البرلمان الأوروبي".
وشددت السياسة الإسبانية على أن بلادها "يجب ألا تقبل بالتحدي الدائم الذي يواجهها به المغرب"، معتبرة أن قضية المزارع السمكية تمثل استمرارا للتصرفات "العدائية" من الرباط، كونه "يهدد" الطريق البحري الرباط بين ألميريا ومليلية، ويمثل اعتداء على المياه الإقليمية الإسبانية، خالصة إلى أن الأمر تحول إلى "إهانات" و"ابتزاز" في المناطق التي تمثل نقاطا حدودية مع الأراضي المغربية وهو ما يمثل "عدم احترام لحكومة وقادة إسبانيا".
وكان وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، قد أكد أن وزارته وضعت احتجاجا لدى السفارة المغربية على الخطوة المغربية، متوقعا ألا يزيد الأمر من تعقيد العلاقات بين الرباط ومدريد في خضم الأزمة المستمرة منذ شهر أبريل الماضي، والتي كان يأمل في أن يشرع عمليا في طي صفحتها من خلال زيارة مرتقبة لنظيره المغربي، ناصر بوريطة، إلى برشلونة اليوم الاثنين للمشاركة في اجتماع قمة "الاتحاد من أجل المتوسط"، لكن هذا الأخير اعتذر عن القدوم رسميا.